فاستأذن [ابن الأشعث] فأُذن له (١) ، وأدخل مسلم على ابن زياد ، فلمْ يسلّم عليه بالأمرة.
فقال له الحرسي : ألاَ تُسلّم على الأمير؟
فقال له : إنْ كان يُريد قتلي ، فما سلامي عليه؟ وإن كان لا يُريد قتلى ، فلعمري ليكثرنّ سلامي عليه.
فقال له ابن زياد : فلعمري لتقتلنّ.
قال : كذلك؟
قال : نعم.
قال : فدعني أوص إلى بعض قومي.
[وصيّة مسلم إلى عمر بن سعد]
فنظر إلى جلساء عبيد الله ، وفيهم عمر بن سعد ، فقال : يا عمر ، إنّ بيني وبينك قرابة (٢) ولي إليك حجّة وقد يجب لي عليك نجح حاجتي وهو سرّ ، فأبى أنْ يمكّنه من ذكرها.
فقال له عبيد الله : لا تمتنع أنْ تنظر في حجّة ابن عمّك.
فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابن زياد ، فقال له : إنّ عليّ بالكوفة ديناً استدنته منذ قدمت الكوفة ، سبعمئة درهم فاقضها عنّي ، وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد فوارها ، وابعث إلى حسين (عليه السّلام) مَن يردّه ؛ فإنّي كتبت إليه أعلمه أنّ النّاس معه ولا أراه إلاّ مقبلاً (٣).
_________________
(١) ٥ / ٣٧٥. حدثنى جعفر بن حذيفة الطائي ، قال ...
(٢) والقرابة بينه وبين ابن سعد ، هي : القرابة القرشيّة ، ومن طرف الاُمّ إلى بني زهره عشيرة ابن سعد.
(٣) كرّر الوصيّة بهذا إلى ابن سعد بعد ابن الأشعث تأكيداً للأمر ؛ عسى ولعلّ أحدهما يفعل ذلك.