قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

وقعة الطّف

200/280
*

[الإمام (عليه السّلام) ليلة عاشوراء]

عن علي بن الحسين بن علي (عليه السّلام) ، قال : «إنّي جالسّ في تلك العشيّة التي قُتل أبي صبيحتها ، وعمّتي زينب عندي تمرّضني ، إذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له ، وعنده حُوَيّ (١) مولى أبي ذرّ الغفاريّ ، وهو يعالج سيفه ويصلحه ، وأبي يقول (ع) :

يا دهر أفٍّ لك من خليل

كم لك بالإشراق والاصيل

من صاحب أو طالب قتيل

والدّهر لا يقنع بالبديل

وإنّما الأمر إلى الجليل

وكل حيّ سالك سبيلي

فأعادها مرّتين أو ثلاثاً حتّى فهمتها فعرفت ما أراد ، فخنقتني عبرتي ، فرددت دمعي ولزمت السّكون ، فعلمت أنّ البلاء قد نزل.

فأمّا عمتّي ، فإنّها سمعتْ ما سمعتُ ـ وهي امرأة ، وفي النّساء الرقّة والجزع ـ فلمْ تملك نفسها أنْ وثبت تجرّ ثوبها ـ وأنّها لحاسرة ـ حتّى انتهت إليه ، فقالت : واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة! اليوم ماتت فاطمة أمّي ، وعليّ أبي ، وحسن أخي ، يا خليفة الماضي وثمال الباقي (٢).

فنظر إليها الحسين (عليه السّلام) ، فقال : يا أُخيّة ، لا يُذهبن بحلمك الشيطان.

قالت : بأبي أنت وأميّ يا أبا عبد الله ، أستقتلت؟ نفسي فداك ...

_________________

(١) في الإرشاد / ٢٣٢ : جوين ، وفي مقاتل الطالبيّين / ٧٥ : جون ، وكذلك في مناقب ابن شهر آشوب ٢ / ٢١٨ ، وفي تذكرة الخواص ١٩ / ٢ ، والخوارزمي ١ / ٢٣٧. ولا ذكر له في الطبري قبل هذا ولا بعده ، لا كيفيّة مقتله مع الإمام (عليه السّلام).

(٢) وفي الإرشاد / ٢٣٢ : يا خليفة الماضين وثمال الباقين ، وكذلك التذكرة بزيادة : ثمّ لطمت وجهها / ٢٥٠ ، ط النّجف.