ثم قال (ع) : «سلوهم أنْ يكفّوا عنّا حتّى نُصلّي».
فقال لهم الحُصين بن تميم : إنّها لا تُقبل.
فقال له حبيب بن مظاهر : زعمت [أنّ] الصلاة من آل رسول الله (صلّى الله عليه [وآله]) لا تُقبل ، وتُقبل منك يا حمار!
[مقتل حبيب بن مظاهر] (١)
فحمل عليهم الحُصين بن تميم [التميمي] وخرج إليه حبيب بن مظاهر [الأسدي] ، فضرب وجه فرسه بالسّيف فشبّ ووقع عنه ، وحمله أصحابه فاستنقذوه.
وأخذ حبيب ، يقول :
أنا حبيب وأبي مظاهر |
|
فارس هيجاءو حرب تسعر |
أنتم أعدّ عدّة وأكثر |
|
ونحن أوفى منكم وأصبر |
ونحن أعلى حجّة وأظهر |
|
حقاً وأتقى منكم وأعذر |
_________________
(١) كان ممّن كتب إلى الإمام (عليه السّلام) من زعمّاء الشيعة من أهل الكوفة ٥ / ٣٥٢. وكان ممّن أجاب مسلم بن عقيل للبيعة للإمام (عليه السّلام) ، قائلاً : أنا والله ، الذي لا إله إلاّ هو على مثل ما هذا عليه ـ مشيراً إلى عابس بن أبي شبيب الشاكري ـ ٥ / ٣٥٥. وقال لقرّة بن قيس الحنظلي التميمي ـ رسول عمر بن سعد إلى الإمام (عليه السّلام) ـ بكربلاء : ويحك يا قرّة بن قيس! أنّى ترجع إلى القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك الله بالكرامة وإيّانا معك ٥ / ٤١١. ولمّا نهض ابن سعد إلى الحسين (عليه السّلام) عشيّة التاسع من المحرم ، وزحف نحوهم بعد صلاة العصر ، فاستقبلهم العبّاس بن علي (عليه السّلام) في نحو من عشرين فارساً كان منهم حبيب بن مظاهر. فلمّا ذهب العبّاس إلى الإمام (عليه السّلام) يخبره الخبر ووقف أصحابه يخاطبون القوم ، قال حبيب : أمَا والله ، لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرّيّة نبيّه وعترته وأهل بيته ، وعبّاد أهل هذا المصر المجتهدين بالسّحر والذاكرين الله كثيراً! ٥ / ٤١٦. وجعله الإمام (عليه السّلام) على ميسرة أصحابه ٥ / ٤٣٦. ولمّا وقف مسلم بن عوسجة فأوصاه مسلم بنصرة الإمام (ع) ، قال : أفعل وربّ الكعبة ٥ / ٤٣٦. وتفاخر بقتله الحُصين بن تميم فعلّق رأسه بلبان فرسه ، وقتل ابنه القاسم بن حبيب ، قاتله بديل بن ُصريم التميمي قصاصاً ، وهما في عسكر مصعب بن الزبير في غزو باجميرا ٥ / ٤٤٠.