ثمّ كتب إليه عمر بن سعد بن أبي وقاص (١) بمثل ذلك (٢).
_________________
وكان منزله مع أخيه برحبة الكوفة ٤ / ٢٧٤ ، وكانت ابنته اُمّ أيّوب تحت المغيرة بن شعبة ، فلمّا مات تزوّجها زياد بن أبيه ٥ / ١٨ وهو الذي سعى عند زياد على عمر بن الحمق ٥ / ٢٣٦ ، جئ بأبيه عقبة بن أبي معيط إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كافراً ، فأمر به أنْ يُضرب عنقه ، فقال : يا محمّد َمَن للصبيّة؟ قال (ص) : «النّار» ٥ / ٣٤٩. وكان حاضراً في القصر يوم مقتل مسلم ٥ / ٣٧٦ ، وهو الذي سعى بالمختار إلى ابن زياد يوم خروج مسلم ٥ / ٥٧٠ ، ثمّ تُخفى أخباره بعد هذا.
(١) اُمّه : بشرى بنت قيس بن أبي الكيسم من سبي المرتدّين بعد رسول الله ٣ / ٣٤١ فيكون من مواليد أوائل العشر الثاني من الهجرة ، وله يوم كربلاء زهاء خمسين سنة. وفي سنة سبعة عشر أو تسعة عشر بعثه أبوه سعد مع عياض بن غنم ؛ لفتح أرض الجزيرة ـ أي : شمال العراق وسورية ـ ، وهو يومئذٍ غلام حدث السنّ ٤ / ٥٣.
وفي سنة (٣٧ هـ) لمْ يدع عمر أباه حتّى أطمعه في حضور التحكيم ، فأحضره في أذرخ في دومة الجندل ، وكان أبوه على ماء لبني سليم بالبادية ، فقال : يا أبتِ ، أشهدهم فإنّك صاحب رسول الله (ص) وأحد الشورى ، فاحضر فإنّك أحقّ النّاس بالخلافة ٥ / ٣٥٦. وكره وصيّة مسلم بن عقيل إليه وأفشاه لابن زياد ، فقال ابن زياد : إنّه لا يخونك الأمين ، ولكن قد يؤتمن الخائن ٥ / ٣٧٧. وأراد محمّد بن الكندي أنْ يؤمّره على الكوفة بعد قتل ابن زياد ، فجاء رجال بني همدان متقلّدين السّيوف وجاءت نساؤهم يبكين حسيناً (عليه السّلام) ٥ / ٥٢٤ وبعث إليه المختار أبا عمرة فقتله ، وجاءه برأسه ، ثمّ قتل ابنه حفص بن عمر ، وقال : والله ، لو قُتلت ثلاثة أرباع قريش ما وفوا بأنملة من أنامل الحسين (عليه السّلام) ، وبعث برأسيهما إلى المدينة إلى محمّد بن الحنفيّة ٦ / ٢ ـ ٦١.
(٢) قال هشام ، قال عوانة : فلمّا اجتمعت الكتب عند يزيد ليس بين كتبهم إلاّ يومان ، دعا يزيد بن معاوية سرجون (١) مولى معاوية فقال : ما رأيك؟ فانّ حسيناً قد توجّه نحو الكوفة ، ومسلم بن عقيل بالكوفة يبايع للحسين ، وقد بلغني عن النّعمان ضعف وقول سيّىء .. فما ترى؟ مَن استعمل على الكوفة ، وكان يزيد عاتباً على عبيد الله بن زياد؟
فقال سرجون : أرأيت معاوية لو نشر لك أكنت آخذاً برأيه؟ قال : نعم. فأخرج عهد عبيد الله على الكوفة ، فقال هذا رأي معاوية ، ومات وقد أمر بهذا الكتاب.
فأخذ برأيه ، ثمّ دعا مسلم بن عمرو الباهلى (٢) فبعثه إلى عبيد الله بعهده إلى البصرة ، وكتب إليه
_________________
(١) سرجون بن منصور الرومي ، كان كاتب معاوية وصاحب أمره في الديوان. ٥ / ٢٣٠ ، ٦ / ١٨٠.
(٢) مسلم بن عمرو الباهلي ، كان مع زياد بن أبيه في البصرة شريفاً في باهلة عريفاً سنة (٤٦ هـ) عليها معه.