والطّاعة والمناسك ، و «إن» هي مخفّفة من المثقّلة ، واللّام هي التأكيدية الفارقة بين النافية والمخفّفة أو بينها وبين الشّرطيّة.
فدلّت بظاهرها على وقوف عرفة أي الكون بها في الجملة حيث كانت الإفاضة منها والإفاضة منها فرع الكون فيها فتأمّل ، وهو الوقوف وهو مبيّن في الأخبار ومحدود زمانه ومكانه في الكتب ، وعلى وقوف المشعر ليلا أيضا إذا المراد الإفاضة من عرفة إلى مشعر الحرام ، وذكر الله فيه ، ولا يمكن ذلك بدون الكون فيه ، وهو المراد بالوقوف هنا ، وهو أيضا مذكور في الأخبار ومعلوم الزّمان والمكان ، ودلّت أيضا على وجوب الذّكر فيه ، ولكن أكثر الأصحاب على استحباب الذكر ، وعدم وجوب شيء غير الكون مع النيّة ، فيحتمل أن يكون كناية عنه فانّ فعل عبادة مع النيّة ذكر الله ، أو صلاة المغرب والعشاء فلا يدلّ على وجوب أمر زائد ، وأيضا قد يحمل قوله «فاذكروا» على استحباب الذّكر بالأدعية المأثورة في ذلك المحلّ ، والاحتياط يقتضي ذكر الله تعالى فيه بالتهليل والتّكبير والثّناء الجميل بالمأثور ، على ما هو المذكور في محلّ ذكر هذا النسك في كتاب العبادات.
ويلزم من كون المراد بالذّكر المغرب والعشاء وجوب فعلهما فيه ، وليس بجيّد إذ يدلّ على عدمه ما في صحيحة محمّد بن مسلم : فنزل أي الباقر عليهالسلام فصلّى المغرب في الطّريق قبل المزدلفة ، وصلّى العشاء بالمزدلفة وكذا صحيحة هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام لا بأس أن يصلّي الرّجل المغرب إذا أمسى بعرفة وكذا خبر سماعة (١) إلّا أن يراد العشاء فقطّ فكأنّ الأخبار الدالّة على وجوب الجمع بأذان واحد وإقامتين فيه ، وجواز تأخير النّافلة عنهما (٢) محمولة على الندب ويمكن القول بوجوب الذّكر والثّناء والشّكر كما هو الظاهر من كثير من الأخبار أيضا ومذهب ابن البرّاج وظاهر كلام أبي الصّلاح في المشعر وعرفة أيضا وظاهر كلام السيّد حيث أجاب عن الاعتراض على الاستدلال بالآية المذكورة
__________________
(١) التهذيب ج ١ ص ٥٠٠.
(٢) الكافي ج ٤ ص ٤٦٨ و ٤٦٩.