الشرك أو مشوبة بها؟ يدعوه ـ لا محالة ـ هذا التفكّر إلى إصلاحها وتدارك ما
فيها من الخلل.
وكذا إذا تفكّر
في سيّئاته وما يترتّب عليها من العقوبات والبعد من الله يدعوه إلى الانتهاء عنها
، وتدارك ما أتى بها بالتوبة والندم.
وإذا تفكّر في
صفات الله وأفعاله من لطفه بعباده وإحسانه إليهم بسوابغ النعماء وبسط الآلاء
والتكليف دون الطاقة ، والوعد بعمل قليل الثواب الجزيل ، وتسخيره له ما في
السماوات والأرض وما بينهما إلى غير ذلك يدعوه ذلك ـ لا محالة ـ إلى البرّ والعمل
به ، والرغبة في الطاعات ، والانتهاء عن المعاصي ، وإليه أشار عليّ عليه السلام
بقوله : التفكير يدعو إلى البرّ والعمل به .
وتفكّر العامة
هو المشار إليه بقول الصادق عليه السلام حيث سئل عمّا يروي الناس «إنّ تفكّر ساعة
خير من قيام ليلة» قيل : كيف يتفكّر؟ قال : يمرّ بالخربة أو بالدار فيقول : أين
ساكنوك؟ اين بائتوك؟ مالك لا تتكلّمين؟ فإنّ أمثال هذا التفكّر يؤدّي إلى ذكر الله
والدار الآخرة بالقلب.
السابع : أن
يذكر الله بالتأمّل في العلوم الإلهيّة ، والمعارف اليقينيّة بمطالعة الكتب
المصنّفة فيها ، أو بمذاكرتها مع أهلها ، أو بالإفادة والاستفادة والإرشاد
والاسترشاد ، فإنّ ذلك نوع من أنواع الأذكار.
وهذه الأنواع
إذا اجتمع كلّها أو جلّها يؤثّر في تنوير القلب وصفائه تأثيرا بليغا.
__________________