وقال : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً) (١).
وفي المقام مطالب كثيرة نخاف بذكرها الإطالة للمقالة ، ولقد فصّلنا القول في الرياضات الشرعيّة وشرائطها في كتابنا المسمّى بأسرار العارفين.
اختتام : روى أنس بن مالك عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال : إنّ الله يبعث إلى الجنّة رسولا من عنده فيقول لهم : يا أهل الجنّة ، ألا تأخذون زينتكم؟ فيلبسون من أحسن لباسهم وأحسن حليّهم مع حليّ وحلل يؤتون بها من عند ربّهم ، يضعون الأكاليل على رؤوسهم ، فينطلقون جميعا حتّى يدخلوا على ربّ العزّة جلّ جلاله في موضع يسمّى السوق ، فيها مجمعهم ، فيأتون مجالسهم ، فيوضع المنابر للأنبياء والرسل ، ويوضع الكرسيّ للصدّيقين والشهداء ، ويوضع النمارق والفرش لسائر المسلمين.
ثمّ يقول لهم الربّ عند ذلك : مرحبا بعبادي وجيراني وأصفيائي وأوليائي وأهل طاعتي ؛ الّذين أطاعوني في الدار الدنيا ، واتّبعوا أمري.
ثمّ يقول : أطعموني! فيؤتون بأنواع الأطعمة ، ويسعى عليهم ما شاء الله من الخدم حتّى لقد يسعى على الرجل الواحد أربعة آلاف خادم ، في أيديهم صحائف من ذهب وفضّة وأكواب منها ، وما من صحيفة إلّا فيها طعام ليس في الأخرى ، كلّما أكل منها لقمة تغيّرت في فمه لونا آخر.
ثمّ يقول الله : مرحبا بعبادي وجيراني وأصفيائي وأهل طاعتي الّذين أطاعوني في دار الدنيا ، واتّبعوا أمري ، اسقوهم!
__________________
(١) الفتح : ١٧.