خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) . انتهى.
أقول
: وللناس في ذلك
الحديث أقوال ومحامل ، والظاهر أنّ المراد بهم كلّ من فاز بمقام التوحيد الّذي [هو]
عبارة عن تخليص القلب عن الشوائب الغيريّة ، وتصفية الفطرة عن الشؤونات العرضيّة
بحيث استعدّ للتجلّيات الذوقيّة ، والبارقات الجذبيّة الإشراقيّة ، اللهمّ اجعلنا
منهم أو ممّن أحبّهم بحقّ محمّد وآله.
السادسة
: لا بأس بتفسير
الشرب من الكأس بالتذاذ العارف المستعدّ من ملاقاة الحقّ ، وتجلّيه له في بساط
الشهود ، فإنّ له في ذلك المقام توجّدات وتطرّبات وتطوّرات كتوجّدات السكران يلتذّ
بها ، ويفوز منها ألطف التذاذ ، وأشرف فوز.
ويسمّى ذلك
المقام بـ «مقام السكر» فإنّ حقيقته الغيبة عن عالم الحسّ العنصريّ والمحاضرة مع
الحقّ في عرش التوحيد ، وقد يسمّى حين الملاقاة والمحاضرة بـ «يوم الجمعة» فإنّ في
ذلك الحين يجتمع الحبيب مع المحبوب ، ويتّصل العاشق بالمعشوق بحيث يرتفع التغاير ،
وتتحقّق الوحدة الحقيقيّة ، كما قال : إن لله لأوليائه لشرابا إذا شربوا منه سكروا
، وإذا سكروا طربوا ـ إلى أن قال ـ وإذا اتّصلوا وصلوا ، وإذا وصلوا لا فرق بينهم
وبين حبيبهم.
وقال : لا يزال
العبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت
__________________