وأبو بردة بن أبي موسى على مذحج وأسد.
فشهد هؤلاء الأربعة أنّ حجراً جمع إليه الجموع ، وأظهر شتم الخليفة ، ودعا إلى حرب أمير المؤمنين ، وزعم أنّ هذا الأمر لا يصلح إلاّ في آل أبي طالب ، ووثب بالمصر وأخرج عامل أمير المؤمنين ، وأظهر عذر أبي تراب والترحم عليه ، والبراءة من عدوّه وأهل حربه ، وأنّ هؤلاء النفر الذين معه هم رؤوس أصحابه وعلى مثل رأيه وأمره.
ونظر زياد في شهادة الشهود فقال : ما أظنّ هذه الشهادة قاطعة ، وإنّي لأحبّ أن يكون الشهود أكثر من أربعة.
قال المدائني : شهدوا أنّ حجراً وأصحابه شتموا عثمان ومعاوية وبرئوا منهما ، فقال : ما هذه بقاطعة. فقام أبو بردة فشهد أنّهم خلعوا الخليفة ، وفارقوا الجماعة ، ودعوا إلى الحرب ، وكفروا بالله ، وشهد رؤساء الأرباع على مثل شهادته.
وفي رواية أبي مخنف : فحدّثني الحارث بن حصيرة ، عن أبي الكنود ، وهو عبد الرحمن بن عبيد ، وأبو مخنف عن عبد الرحمن بن جندب ، وسليمان بن أبي راشد عن أبي الكنود بأسماء هؤلاء الشهود :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله ربّ العالمين ؛ شهد أنّ حجر بن عدي خلع الطاعة ، وفارق الجماعة ، ولعن الخليفة ، ودعا إلى الحرب والفتنة ، وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة ، وخلع أمير المؤمنين معاوية ، وكفر بالله عزّ وجلّ كفرة صلعاء.
فقال زياد : على مثل هذه الشهادة فاشهدوا ، أما والله لأجهدنّ على قطع خيط عنق الخائن الأحمق ، فشهد رؤوس الأرباع الثلاثة الآخرون على مثل شهادته ، وكانوا أربعة.
ثمّ إنّ زياداً دعا الناس فقال : اشهدوا على مثل شهادة رؤوس الأرباع. فقرأ عليهم الكتاب ، فقام أوّل الناس عناق بن شرحبيل بن أبي دهم التيمي تيم الله بن ثعلبة فقال : بيّنوا اسمي.