قال ابن عنبة : وكان الحسن بن الحسن يتولّى صدقات
أمير المؤمنين علي عليهالسلام
، ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام
، ثمّ سلّمها له.
قال الأبطحي : الظاهر أنّ ما ذكره في
عمدة الطالب غير صحيح ، فإنّ الولي لها شرعاً حسب وقف أربابها هو علي بن الحسين عليهالسلام ، كما إنّ الحكومة
الخارجية أثبتتها وأرجعتها إليه كما صرحوا بذلك ، ولعله كان بأمره وإذنه عليهالسلام تفضّلاً منه.
وروى الكليني في باب النصّ على أبي جعفر عليهالسلام بطرق فيها الحسن
كالصحيح وغيره عن أبي عبد الله عليهالسلام
يقول : «إنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى ابن حزم (واليه على القضاء بالمدينة) أن
يرسل إليه بصدقة علي عليهالسلام
وعمر وعثمان ، وابن حزم بعث إلى زيد بن الحسن ، وكان أكبرهم ، فسأله عن الصدقة ، فقال
زيد : إنّ الوالي كان بعد علي عليهالسلام
الحسن ، وبعد الحسن الحسين ، وبعد الحسين علي بن الحسين ، وبعد علي بن الحسين محمد
بن علي ، فابعث إليه».
ولمّا ولّى عبد الملك الحجّاج بن يوسف
على مكّة والمدينة واليمن ، واتصل به عمر بن علي عليهالسلام
، فسأله أن يدخله في صدقات أمير المؤمنين عليهالسلام
، فقال الحسن : لا اُغيّر شرط علي عليهالسلام
، ولا اُدخل فيها مَنْ لم يدخل. فقال له الحجّاج : إذاً أدخله أنا معك. فتوجّه
الحسن إلى عبد الملك بالشام ودخل عليه فأخبره بقول الحجّاج ، فقال : ليس له ذلك.
وكتب إلى الحجّاج كتاباً في ذلك.
وروى ابن عساكر بسنده عن الزبير بن بكار
قال : وكان الحسن بن الحسن وصي أبيه وولي صدقة علي بن أبي طالب في عصره ، وكان
الحجّاج بن يوسف قال له يوماً وهو يسايره في موكبه بالمدينة (وحجّاج يومئذ أمير
المدينة) : أدخل عمّك عمر بن علي معك في صدقة علي ؛ فإنّه عمّك وبقية أهلك. قال : لا
اُغيّر شرط علي ، ولا اُدخل فيها مَنْ
__________________