فقال له الحسين عليهالسلام : «فإنّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة ، فهي أكثرهما شبهاً باُمّي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله» (١).
وكان الحسن المثنى رحمهالله يتولّى صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام في عصره ، وكان تولّى صدقاته وصدقات فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) أيضاً من بعد علي عليهالسلام للحسن ، ثمّ للحسين ، ثمّ من بعده لأكبر ولدها إذا كان يرضى بهديه وإسلامه وأمانته كما في أخبارها.
وقد ذكره أصحابنا وجمهور المخالفين بتولّي صدقاته عليهالسلام (٢) ، وكان تولّيه الصدقات أيام عبد الملك بن مروان كما صرّحوا بذلك.
قال المفيد (٣) بإسناده عن عبد الملك بن عبد العزيز قال : لمّا ولي عبد الملك بن مروان الخلافة ردّ إلى علي بن الحسين عليهماالسلام صدقات رسول الله صلىاللهعليهوآله وصدقات علي بن أبي طالب عليهالسلام.
__________________
(١) قال الأبطحي : ورواه نحوه ابن زهرة الحسيني في (غاية الاختصار / ٤١) وفيه : فهي أكبرهما سنّاً ، وأكثرهما شبهاً الخ. وفي عمدة الطالب / ٩٩ نحوه مع تفاوت يسير. وقال البخاري في سر السلسلة / ٦ : خطب الحسن بن الحسن بن علي عليهالسلام إلى عمّه الحسين عليهالسلام إحدى بناته ، فأبرز إليه فاطمة وسكينة ، وقال : «يابن أخي ، اختر أيّتهما شئت». فاختار فاطمة بنت الحسين عليهالسلام ، وكانت أشبه الناس بفاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله فزوّجه ... وأشار إلى قوله هذا ابن عنبة في العمدة. وقال في غاية الاختصار / ٤١ : وكان الحسن بن الحسن عليهالسلام خطب إلى عمّه الحسين عليهالسلام ، فقال الحسين عليهالسلام : «يابن أخي ، قد كنت انتظر هذا منك ، انطلق معي». فجاء به حتّى أدخله منزله ، فخيّره في ابنتيه فاطمة وسكينة ، فاختار فاطمة ، فزوّجه إيّاها. قال المؤلِّف : وفي التبيين في أنساب القرشيين ـ تأليف المقدسي (ت ٦٢٠) هجرية / ١٠٦ : إنّ الحسن بن الحسن لمّا توفي أبوه أخذه عمّه الحسين إلى منزله ، فأخرج له ابنتيه فاطمة وسكينة ، فاختار فاطمة وزوّجه إيّاها.
(٢) كما في إرشاد الشيخ المفيد ، وغاية الاختصار ـ لابن زهرة ، وعمدة الطالب ، وأنساب الأشراف ـ لأحمد بن يحيى البلاذري ١ ق ١ / ٢٢٦ ، وتاريخ ابن عساكر ١١ / ١٠٦ ، وتهذيب التهذيب ٢ / ٢٦٣.
(٣) الإرشاد ٢ / ١٤٩.