في جيش علي عليهالسلام وتجمهر الأوفياء لسنن عمر في العبادة وغيرها (١) فحاربوه في النهروان.
استطاع معاوية أن يطوّق نهضة علي عليهالسلام ، وحُصرت عملية إحياء سنّة النبي صلىاللهعليهوآله ونشرها بين أهل البلاد المفتوحة في الجانب الشرقي من البلاد الإسلاميّة ، وصارت الكوفة مركز تلك النهضة الإحيائية لسنّة النبي صلىاللهعليهوآله والعمل بها.
__________________
(١) افتتن قسم من المسلمين الذين في جيش علي عليهالسلام بعد أن رفع معاوية وأصحابه القرآن داعين إلى الاحتكام إليه ، وانطلت عليهم حيلة معاوية وعمرو بن العاص. وهذا القسم كان قد تعوَّد على السنن التي أجراها عمر وخالف فيها الرسول ، ولم يستجيبوا للتصحيح الذي قاده علي عليهالسلام في إحياء السنّة النبويّة ، وقد روى لنا الكليني في الكافي ٨ / ٥٩ قطعة من كلام علي عليهالسلام يتحدّث عن هؤلاء : «قد عملت الولاة قبلي أعمالاً خالفوا فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ متعمّدين لخلافه ، ناقضين لعهده ، مغيّرين لسنّته ، ولو حملت الناس على تركها وحوّلتها إلى مواضعها ، وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله لتفرّق عنّي جندي حتّى أبقى وحدي ، أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي ، وفرض إمامتي من كتاب الله عزّ وجل وسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله. أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم عليهالسلام فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة عليهاالسلام ، ورددت صاع رسول صلىاللهعليهوآله كما كان ... ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ، ورددت قضايا من الجور قضي بها ، ونزعت نساء تحت رجال بغير حقّ فرددتهنّ إلى أزواجهن ، واستقبلت بهنّ الحكم في الفروج والأرحام ، ... ومحوت دواوين العطايا ، وأعطيت كما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يعطي بالسوية ، ولم أجعلها دولة بين الأغنياء ... وسوّيت بين المناكح ، وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عزّ وجل وفرضه ، ورددت مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى ما كان عليه ، وسددت ما فتح فيه من الأبواب ، وفتحت ما سدّ منه ، وحرّمت المسح على الخفّين ، وحددت على النبيذ ، وأمرت بإحلال المتعتين ، وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات ، وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ... ، وحملت الناس على حكم القرآن ، وعلى الطلاق على السنّة ، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها ، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشرائعها ومواضعها ، ... إذاً لتفرقوا عنّي! والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلاّ في فريضة ، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممّن يُقاتل معي : يا أهل الإسلام ، غُيّرت سنّة عمر ؛ ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوّعاً! ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري. ما لقيت من هذه الأمة ...». أقول : كلامه عليهالسلام في أواسط خلافته قبل قصة النهروان.