قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

تحمیل

الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام

325/527
*

بغضهم والكراهية له ، وهم إذ ذاك مئة ألف مقاتل ممّن يأخذ العطاء ، ومعهم مثلهم من مواليهم.

فكانوا يخرجون في كلّ يوم فيقتتلون ، واشتدّ القتال بينهم.

فلمّا بلغ ذلك رؤوس قريش وأهل الشام قِبَل عبد الملك ومواليه قالوا : إن كان إنّما يرضي أهل العراق أن تنزع عنهم الحجّاج [فانزعه] ؛ فإنّ نزع الحجّاج أيسر من حرب أهل العراق ، فانزعه عنهم تخلص لك طاعتهم ، وتحقن به دماءنا ودماءهم. فبعث ابنه عبد الله بن عبد الملك ، وبعث إلى أخيه محمد بن مروان بأرض الموصل يأمره بالقدوم عليه ، فاجتمعا جميعاً عنده كلاهما في جنديهما ، فأمرهما أن يعرضا على أهل العراق نزع الحجّاج عنهم ، وأن يجري عليهم اُعطياتهم كما تجري على أهل الشام ، وأن ينزل ابن محمد أيّ بلد من العراق شاء يكون عليه والياً ما دام حياً ، (وكان عبد الملك والياً) ، فإن هم قبلوا ذلك عزل عنهم الحجّاج ، (وكان محمد بن مروان أمير العراق) ، وإن أبوا أن يقبلوا فالحجّاج أمير جماعة أهل الشام وولي القتال ، ومحمد بن مروان وعبد الله بن عبد الملك في طاعته. فلم يأت الحجّاج أمر قط كان أشدّ عليه ولا أغيظ له ولا أوجع لقلبه منه ؛ مخافة أن يقبلوا فيُعزل عنهم.

فكتب إلى عبد الملك : يا أمير المؤمنين ، والله لئن أعطيت أهل العراق نزعي لا يلبثون إلاّ قليلاً حتّى يخالفوك ويسيروا إليك ، ولا يزيدهم ذلك إلاّ جرأة عليك. ألم ترَ وتسمع بوثوب أهل العراق مع الأشتر على ابن عفّان ، فلمّا سألهم ما يريدون ، قالوا : انزع سعيد بن العاص ، فلمّا نزعه لم تتم لهم السنة حتّى ساروا إليه فقتلوه؟ إنّ الحديد بالحديد يفلح ، خار الله لك فيما ارتأيت ، والسلام عليك.

فأبى عبد الملك إلاّ عرض هذه الخصال على أهل العراق ؛ إرادة العافية من الحرب ، فلمّا اجتمعا مع الحجّاج خرج عبد الله بن عبد الملك فقال : يا أهل العراق ، أنا عبد الله ابن أمير المؤمنين ، وهو يعطيكم كذا وكذا ، فذكر هذه الخصال التي ذكرنا. وقال محمد بن مروان :