المراحل التاريخيّة لعمل الأئمّة عليهمالسلام في مواجهة الفتن والضلالات الأساسيّة :
أخبر القرآن الكريم بوقوع انقلاب على الأعقاب ، وفتن وضلالات بعد النبي صلىاللهعليهوآله : (وما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران / ١٤٤ ، وقوله : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) الانشقاق / ١٩. وأكَّد النبي صلىاللهعليهوآله ذلك بأحاديث كثيرة ، اختصر في بعضها وفصَّل في بعضها الآخر ؛ وممّا فصّل فيه إخباره صلىاللهعليهوآله بانقلاب بني اُميّة ودولة بني مروان ومُدَّتهم ، وانقلاب بني العباس على أهل البيت عليهمالسلام ، وفتنة الدَّجّال في آخر الزمان والسفياني. وقد أكَّد النبي صلىاللهعليهوآله أنّ النجاة من هذه الفتن وضلالاتها الناتجة عنها هو التمسك بالقرآن والعترة ، ذكرهما مقترنين مرّة كما في حديث الثقلين ، وذكر أهل بيته عاصمين من الضلالة منفردين أخرى كما في حديث السفينة : «مثل أهل بيتي كسفينة نوح مَنْ ركبها نجا»
ونحن في دراستنا لواقع الفتن من الناحية التاريخيّة ، ومواجهة أهل البيت عليهمالسلام لها ، وتطويقها وتأصيل خطّ الهدى لتبقى معالمه واضحة لمَنْ أراد أن يهتدي بهديهم ، نجد أنّ حركة الهداية التي اضطلع بها الأئمّة الاثنا عشر عليهمالسلام يمكن تقسيمها إلى أربعة مراحل (١) :
المرحلة الأولى : ورجالها علي والحسن عليهماالسلام ، ومعهم الزهراء عليهاالسلام. استهدفت حركتهم الهادية مواجهة انقلاب قريش المسلمة (وآثاره المباشرة) ، وقد توفيت الزهراء المطهّرة عليهاالسلام وهي غاضبة على رجالات الانقلاب ؛ لكي لا يتصور أحد أنَّ بإمكانه الاستدلال بشيء من سيرتهم على شيء من مفاهيم الإسلام وأحكامه. وفارق علي والحسن عليهماالسلام الحياة بعد أن أكملا نشر سنّة النبي صلىاللهعليهوآله في المجتمع الإسلامي كلّه ، وحفظاً لوحدته ووحدة
__________________
(١) هناك تقسيمات اُخرى لمراحل عمل الأئمّة سوف نتناولها إن شاء الله تعالى في دراستنا التفصيلية في هذا الموضوع.