فقال: نعم(١)).
وروى الطبراني قال : حدّثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا أبو نعيم ، ثنا كامل أبو العلاء قال : سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدّث عن يحيى بن جعدة (١) ، عن زيد بن أرقم قال : خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى انتهينا إلى غدير خم ، أمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم كان أشدّ حرّاً منه ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : «يا أيّها الناس ، إنّه لم يُبعث نبي قطّ إلاّ عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإنّي أوشك أن أُدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله». ثمّ قام وأخذ بيد علي (رضي الله تعالى عنه) فقال : «يا أيّها الناس ، مَنْ أولى بكم من أنفسكم؟». قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : «مَنْ كنت مولاه فعلي مولاه» (٢).
أقول : لم يذكر الراوي قول النبي صلىاللهعليهوآله : «وعترتي» بعد قوله «كتاب الله» ، على سبيل الإشارة للحديث ؛ إذ لم يكن بصدد ذكر تمام الرواية ، وهذا ديدن لأهل الرواية معروف.
وروى الحاكم قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر البزاز ببغداد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله أبواب شارعة في المسجد ،
__________________
(١) الفضائل ٢ / ٦١٣.
(٢) تهذيب الكمال : د تم س ق يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي ، وأمّ هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب جدّته أمّ أبيه. روى عن خباب بن الأرت ، وزيد بن أرقم ، وعبد الله بن عمرو بن عبد القاري س ق ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الرحمن بن عبد القارئ ، وكعب بن عجرة ، وأبي الدرداء ، وأبي هريرة د ، وجدّته أمّ هانئ بنت أبي طالب تم س ق. روى عنه ثوير بن أبي فاختة ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعلي بن زيد بن جدعان ، وعمرو بن دينار مد س ق ، ومجاهد بن جبر المكي ، ومحمد بن الحارث بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي ، وأبو العلاء هلال بن خباب تم س ق ، وأبو الزبير المكي د. قال أبو حاتم والنسائي : ثقة ، وذكره ابن حبان في كتاب الثقات. روى له أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجة.
(٣) المعجم الكبير ٥ / ١٧١.