الأمر الأوّل : المحافظة على سنّة النبي صلىاللهعليهوآله في المجتمع من الضياع والتحريف ، ومواجهة الضلالات والفتن الأساسية التي يُخشى منها على الإسلام ، وبالتالي مواصلة الهداية الخاصة ، والشهادة والحجّة على الناس التي أسسها النبي صلىاللهعليهوآله ، قال الله تعالى : (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ) الأنعام / ٨٩ ـ ٩٠ ، [وقال أيضاً :] (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُو سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الحج / ٧٨.
قال النبي صلىاللهعليهوآله : «إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي».
الأمر الثاني : إعطاء سيرة وتجارب ومواقف معصومة هادية في الجانب الشخصي والاجتماعي والسياسي ، كالدعوة والثورة والحكم والصلح والتعايش مع المخالفين بالرأي داخل المجتمع الإسلامي ، بحسب الموقع الذي يحتله المعصوم في المجتمع ، إلى جنب ما أعطاه النبي صلىاللهعليهوآله من مواقف معصومة هادية في الدعوة والثورة والحكم والصلح مع المجتمع المشرك بحسب المواقع التي تبوّأها.
نظرية الحكم الإسلامي في الفكر الإمامي الاثني عشري :
تقوم نظرية الحكم الإسلامي في الفكر الإمامي الاثني عشري على النص والبيعة والشورى.
أمّا النصّ فيعيّن المؤهلين الذين لهم حقّ الحكم بالاسم أو بالمواصفات ، وأشهر النصوص قوله تعالى في سورة المائدة الآية ٤٤ : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأْحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ). وهذا النص من أوضح النصوص وأشملها في بيان ذلك ، والربانيون في الآية هي منزلة الأئمّة (١).
__________________
(١) وقد فصّلنا البحث في الآية في كتابنا شبهات وردود.