أنت فيهم. ثمّ قال النبي صلىاللهعليهوآله : أوّل جيش من أمّتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. فقلت : أنا فيهم يا رسول الله؟ قال : لا (١).
قال العيني في شرحه للحديث : قوله : (أوّل جيش من أمّتي يغزون البحر) : أراد به جيش معاوية. وقال المهلّب : معاوية أوّل مَنْ غزا البحر ، وهي غزوة قبرص زمن عثمان سنة ٢٧ أو ٢٨ أو ٣٣ ، وكانت اُمّ حرام معهم. وقال ابن الجوزي في جامع المسانيد : أنّها غزت مع عبادة بن الصامت ، فوقصتها بغلة لها فوقعت فماتت (٢).
قال ابن حجر في شرحه للحديث : قوله : (يغزون مدينة قيصر) يعني القسطنطينية.
وقال ابن تيمية : ويزيد أوّل مَنْ غزا القسطنطينية ، غزاها في خلافة أبيه معاوية ، ثمّ ذكر رواية البخاري (٣).
وقال ابن حجر : قال المهلّب (٤) : في هذا الحديث منقبة لمعاوية ؛ لأنّه أوّل مَنْ غزا
__________________
(١) صحيح البخاري المختصر ٣ / ١٠٦٩. قال البخاري : حدّثنا إسحاق بن يزيد الدمشقي ، حدّثنا يحيى بن حمزة قال : حدّثني ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، أنّ عمير بن الأسود العنسي حدثه أنّه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص ، وهو في بناء له ، ومعه (امرأته) اُمّ حرام ، قال عمير : فحدّثتنا اُمّ حرام أنّها … قال ابن حجر (في فتح الباري ٦ / ١٠٣) قوله : عن خالد بن معدان (بفتح الميم وسكون المهملة) والإسناد كلّه شاميون ، وإسحاق بن يزيد شيخ البخاري ، فيه وهو إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الفراديسي ، نسب لجدّه قوله : عمير بن الأسود العنسي بالنون والمهملة وهو شامي قديم ، يُقال : اسمه عمرو ، وعمير بالتصغير لقبه ، وكان عابداً مخضرماً ، وكان عمر يثني عليه ، ومات في خلافة معاوية. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عمرو بن الأسود العنسي : قال ابن حبان في الثقاة : كان من عبّاد أهل الشام وزهّادهم ، وكان يقسم على الله فيبرّه. (وروى الطبراني) في مسند الشاميين : أنّ عمرو بن الأسود قدم المدينة فرآه عبد الله بن عمر يصلّي ، فقال : مَنْ سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله فلينظر إلى هذا.
(٢) عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ١٤ / ١٩٨.
(٣) سؤال في يزيد بن معاوية لابن تيمية مجلة المجمع العلمي بدمشق العدد ١٣٤ / ٤٥٥.
(٤) أقول : لعله المهلب بن الأخطل بن المهلب بن الرواد بن عبدة بن أيوب بن جابر الأزدي العتكي أبو محمّد من أهل تست ، أوّل مَنْ أظهر السنة بتست ، ودعا إليها الناس على عبادة دائمة وورع شديد ، سمع أبا