( حرف الطاء )
أصل الطب
إن كل داء أصله : البردة ، بفتح الباء والراء والدال ، ومعنى البردة : هي التخمة وثقل المعدة ، وقيل : سمّيت بردة : لأن التخمة تُبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام ، ولا تُنضجُه .
فيستفاد مما تقدم أن البردة : هي إدخال الطعام على الطعام ، ويمكن القول إن الداء الدوي : هو إدخال الطعام على الطعام ، لأن التخمة إن بقيت في الجوف قتلت ، وإن تحللت أسقمت .
ومعنى الجوف : هو من كل شيء باطنه الذي يقبل الشغل والفراغ .
فالمقصود هنا هو داخل البطن من المعدة والأمعاء .
والمعدة : هي حوض البدن ، وكل عِرق يدلى إلى المعدة أي إن كل عرق من عروق البدن هو متصل بالمعدة ، وإن الصحة مبنية على المعدة ، وصحة أعضاء البدن منوطة بصحة المزاج .
إن طبيباً نصرانياً دخل على مولانا الصادق عليهالسلام فقال له : يا بن رسول الله ، أفي كتاب ربكم أم في سنّة نبيكم شيء من الطب ؟ فقال : « نعم أما كتاب ربنا فقوله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا ) (١) ، وأما سنّة نبينا : الحِمْية من الأكل رأس كل دواء
______________________
(١) سورة الأعراف : الآية ٣١ .