وقوله عز وجل : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١٢٨).
قال الصادق عليهالسلام : «يستبشرون ـ والله ـ في الجنة بمن لم يلحق بهم من خلفهم من المؤمنين في الدنيا» (١٢٩) ومثله كثير مما هو رد على من أنكر الثواب والعقاب وعذاب القبر.
وأما الرد على من أنكر المعراج والإسراء ، فقوله : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى * ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى * فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (١٣٠) وقوله : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا) (١٣١) وقوله : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) (١٣٢) يعني الأنبياء عليهمالسلام ، وإنما رآهم في السماء ليلة أسري به.
وأما الرد على من أنكر الرؤية ، فقوله : (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى * أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى). (١٣٣)
قال أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم : حدثني أبي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال : قال لي : «يا أحمد ، ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم بالنفي للجسم في التوحيد؟» فقلت : جعلت فداك ، قلنا نحن بالصورة ، للحديث الذي روي «أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى ربه في صورة شاب» وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم.
فقال : «يا أحمد ، إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أسري به إلى السماء ، وبلغ عند سدرة المنتهى ، خرق له في الحجب مثل سم الإبرة (١٣٤) ، فرأى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى ، وأردتم أنتم التشبيه ، دع هذا ـ يا أحمد ـ لا ينفتح عليك منه أمر عظيم».
وأما الرد على من أنكر خلق الجنة والنار ، فقوله : (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) وسدرة المنتهى في السماء السابعة ، وجنة المأوى عنده.
قال علي بن إبراهيم : حدثني أبي ، عن حماد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما أسري بي إلى السماء ، دخلت الجنة ، فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء ، يرى داخلها من خارجها ، وخارجها من
__________________
(١٢٨) آل عمران ٣ : ١٦٩ و ١٧٠.
(١٢٩) تفسير القمّي ١ : ١٢٧.
(١٣٠) النّجم ٥٣ : ٧ ـ ٩.
(١٣١) الزّخرف ٤٣ : ٤٥.
(١٣٢) يونس ١٠ : ٩٤.
(١٣٣) النّجم ٥٣ : ١١ ـ ١٥.
(١٣٤) السمّ : الثقب ، ومنه سمّ الخياط. «الصحاح ـ سمم ـ ٥ : ١٩٥٣».