مستقيم ، [فيه] نبأ من كان قبلكم ، والحكم فيما بينكم ، وخيرة معادكم.
أنزله بعلمه ، وأشهد الملائكة بتصديقه ، قال الله جل وجهه : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٥) فجعله الله نورا يهدي للتي هي أقوم.
وقال : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) (٦) وقال : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ) (٧) وقال : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (٨) ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، وفي تركه الخطأ المبين ، وقال : (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) (٩) فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والآخرة.
فالقرآن آمر وزاجر ، حد فيه الحدود ، وسن فيه السنن ، وضرب فيه الأمثال ، وشرع فيه الدين ، إعذارا من نفسه ، وحجة على خلقه ، أخذ على ذلك ميثاقهم ، وارتهن عليه أنفسهم ، ليبين لهم ما يأتون وما يتقون ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة وإن الله لسميع عليم». (١٠)
٤٦ / ١٦ ـ عن ياسر الخادم ، عن الرضا عليهالسلام أنه سئل عن القرآن ، فقال : «لعن الله المرجئة ، ولعن الله أبا حنيفة ، إنه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به ، وحيث ما قرأت ونطقت ، فهو كلام وخبر وقصص».
٤٧ / ١٧ ـ عن سماعة ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «إن الله أنزل عليكم كتابه ، وهو الصادق البر ، فيه خبركم ، وخبر من قبلكم ، وخبر من بعدكم ، وخبر السماء والأرض ، ولو أتاكم من يخبركم (١) عن ذلك لتعجبتم من ذلك».
٤٨ / ١٨ ـ سعد بن عبدالله في (بصائر الدرجات) : عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن داود بن فرقد ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «لا تقولوا في كل آية : هذا رجل وهذا رجل ؛ من القرآن حلال ، ومنه حرام ، ومنه نبأ ما قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبر ما بعدكم ، وهكذا هو».
٤٩ / ١٩ ـ الزمخشري في (ربيع الأبرار) : عن علي عليهالسلام : «القرآن فيه خبر من قبلكم ، ونبأ من بعدكم ، وحكم ما بينكم».
__________________
(٥) النّساء ٤ : ١٦٦.
(٦) القيامة ٧٥ : ١٨.
(٧) الأعراف ٧ : ٣.
(٨) هود ١١ : ١١٢.
(٩) طه ٢٠ : ١٢٣.
(١٠) تضمين من سورة الأنفال ٨ : ٤٢.
١٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ١٧.
١٧ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٨ / ١٨.
(١) في «س» و «ط» : غيركم ، والظاهر أنه تصحيف.
١٨ ـ مختصر بصائر الدرجات : ٧٨.
١٩ ـ ربيع الأبرار ٢ : ٧٦.