ظاهرها خلاف باطنها ، يعمل بظاهرها ولا يدان بباطنها ، ومنه على لفظ الخبر ومعناه حكاية عن قوم ، ومنه آيات نصفها منسوخة ونصفها متروكة على حالها ، ومنه مخاطبة لقوم ومعناه لقوم آخرين ، ومنه مخاطبة للنبي (عليه وآله السلام) والمعني أمته ، ومنه ما لفظه واحد (١١) ومعناه جمع ، ومنه ما لا يعرف تحريمه إلا بتحليله.
ومنه رد على الملحدين ، ومنه رد على الزنادقة ، ومنه رد على الثنوية (١٢) ، ومنه رد على الجهمية (١٣) ، ومنه رد على الدهرية (١٤) ، ومنه رد على عبدة النيران ، ومنه رد على عبدة الأوثان ، ومنه رد على المعتزلة ، ومنه رد على القدرية (١٥) ، ومنه رد على المجبرة (١٦) ، ومنه رد على كل من أنكر من المسلمين الثواب والعقاب بعد الموت يوم القيامة ، ومنه رد على من أنكر المعراج والإسراء ، ومنه رد على من أنكر الميثاق في الذر ، ومنه رد على من أنكر خلق الجنة والنار ، ومنه رد على من أنكر المتعة والرجعة ، ومنه رد على من وصف الله عز وجل.
ومنه مخاطبة الله عز وجل لأمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام ، وما ذكره الله من فضائلهم ، ومنه خروج القائم عليهالسلام ، وأخبار الرجعة ، وما وعد الله تبارك وتعالى الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) من النصر والانتقام من أعدائهم.
ومنه شرائع الإسلام ، وأخبار الأنبياء عليهمالسلام ، ومولدهم ، ومبعثهم ، وشريعتهم ، وهلاك أمتهم ، ومنه ما أنزل الله في مغازي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومنه ترغيب وترهيب ، وفيه أمثال ، وفيه قصص.
ونحن ذاكرون من جميع ما ذكرنا آية آية في أول الكتاب مع خبرها ، ليستدل بها على غيرها ، ويعرف بها علم ما في الكتاب ، وبالله التوفيق والاستعانة ، وعليه نتوكل وبه نستعين ، ونسأله الصلاة على محمد وآله الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
فأما الناسخ والمنسوخ ، فإن عدة النساء كانت في الجاهلية إذا مات الرجل تعتد امرأته سنة ، فلما بعث الله رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم ينقلهم عن ذلك ، وتركهم على عاداتهم ، وأنزل الله بذلك قرآنا ، فقال : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ) (١٧) فكانت العدة حولا ، فلما قوي الإسلام
__________________
(١١) في المصدر : مفرد.
(١٢) الثنوية : وهو مذهب يقول بإلهين إله للخير وإله للشر ، ويرمز لهما بالنّور والظلام وأنّهما أزليان. «الملل والنحل ١ : ٢٢٤ ، المقالات والفرق : ١٩٤».
(١٣) الجهمية : طائفة من الخوارج من مرجئة أهل خراسان ، نسبوا إلى جهم بن صفوان ، وزعموا أنّ أهل القبلة كلّهم مؤمنون بإقرارهم الظاهر بالإيمان ، ورجّوا لهم المغفرة جميعا. «الملل والنحل ١ : ٧٩ ، المقالات والفرق : ٦».
(١٤) الدّهرية : الذين يقولون بقدم العالم وقدم الدهر وعدم الإيمان بالآخرة. «المقالات والفرق : ٦٤ و ١٩٤».
(١٥) القدرية : هم المنسوبون إلى القدم ويزعمون أن كلّ عبد خالق فعله ، ولا يرون المعاصي والكفر بتقدير الله ومشيئته. وقيل : المراد من القدرية المعتزلة لإسناد أفعالهم إلى القدر. «مجمع البحرين ـ قدر ـ ٣ : ٤٥١».
(١٦) الجبرية : خلاف القدرية ، وقالوا : ليس لنا صنع ونحن مجبورون يحدث الله لنا الفعل عند الفعل ، وقيل : المراد من الجبرية الأشاعرة. «مجمع البحرين ـ جبر ـ ٣ : ٢٤١».
(١٧) البقرة ٢ : ٢٤٠.