وأنزلت هذه الآية : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) الآية ، ودعا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المباهلة عليا وفاطمة وحسنا وحسينا عليهمالسلام ، ثم قال : «اللهم هؤلاء أهلي».
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه.
قال رضياللهعنه : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» أخرجه الشيخان في صحيحيهما بطرق كثيرة. انتهى كلام موفق بن أحمد.
١٧٢٢ / ٦ ـ الشيخ المفيد في كتاب (الاختصاص) قال : حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم العلاف الهمداني بهمدان ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البزاز (١) ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز ـ المعروف بابن المطبقي ـ وجعفر الدقاق ، قالا : حدثنا أبو الحسن محمد بن الفيض بن فياض الدمشقي بدمشق ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أخي عبد الرزاق ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، قال : حدثنا معمر بن راشد ، قال : حدثنا محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : لما قدم السيد والعاقب أسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كنت معهم ، فبينا كزز يسير ـ وكزز صاحب نفقاتهم ـ إذ عثرت بغلته ، فقال : تعس من تأتيه ـ يعني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال له صاحبه ، وهو العاقب : [بل تعست وانتكست] ، فقال : ولم ذلك؟
قال : لأنك أتعست النبي الأمي أحمد.
قال : وما علمك بذلك؟
قال : أما تقرأ من المفتاح (٢) الرابع من الوحي إلى المسيح : أن قل لبني إسرائيل : ما أجهلكم ، تتطيبون بالطيب لتطيبوا به في الدنيا عند أهلها وأهلكم ، وأجوافكم عندي كجيفة الميتة (٣)؟! يا بني إسرائيل ، آمنوا برسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان ، صاحب الوجه الأقمر ، والجمل والأحمر ، المشرب بالنور ، ذي الجناب (٤) الحسن ، والثياب الخشن ، سيد الماضين عندي وأكرم الباقين علي ، المستن بسنتي ، والصائر في دار جنتي ، والمجاهد بيده المشركين من أجلي ، فبشر به بني إسرائيل ، ومر بني إسرائيل أن يعزروه ، وأن ينصروه.
قال عيسى صلىاللهعليهوآلهوسلم : قدوس قدوس ، من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني؟
قال : هو منك وأنت منه ، وهو صهرك على أمك ، قليل الأولاد كثير الأزواج ، يسكن مكة من موضع أساس وطئ (٥) إبراهيم ، نسله من مباركة ، وهي ضرة أمك في الجنة ، له شأن من الشأن ، تنام عيناه ولا ينام قلبه ، يأكل
__________________
٦ ـ الاختصاص : ١١٢.
(١) في المصدر : عبد الله بن محمّد بن جعفر بن موسى بن شاذان البزّاز ، كلاهما صحيح ، كما في تاريخ بغداد ١٠ : ١٢٨.
(٢) في نسخة من المصدر : المصباح.
(٣) في المصدر : كالجيفة المنتنة.
(٤) في «ط» : ذي الثياب.
(٥) في «ط» : أساس من وطن.