قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا) ، قال الله عز وجل : قد فعلت ذلك بتائبي أمتك.
ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) قال الله عز اسمه : إن أمتك في الأرض كالشامة البيضاء في الثور الأسود ، هم القادرون ، وهم القاهرون ، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك علي ، وحق علي أن اظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض وغربها دين إلا دينك ، ويؤدون إلى أهل دينك الجزية».
١٥٧٥ / ٢ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : «أن هذه الآية مشافهة الله تعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم ليلة أسري به إلى السماء ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما انتهيت إلى محل سدرة المنتهى ، فإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم ، فكنت من ربي (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) (١) ، كما حكى الله عز وجل ، فناداني ربي تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ). فقلت : أنا مجيب عني وعن أمتي : (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ، فقال الله : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ).
فقلت : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) ، وقال الله : لا او آخذك.
فقلت : (رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا) فقال الله : لا أحملك.
فقلت : (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فقال الله تعالى : قد أعطيتك ذلك لك ولامتك».
فقال الصادق عليهالسلام : «ما وفد إلى الله تعالى أحد أكرم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث سأل لأمته هذه الخصال».
١٥٧٦ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن أبي داود المسترق ، قال : حدثني عمرو بن مروان ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : رفع عن امتي أربع خصال : خطأها ، ونسيانها ، وما اكرهوا عليه ، وما لم يطيقوا ؛ وذلك قول الله عز وجل : (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) ، وقوله : (إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) (١)».
١٥٧٧ / ٤ ـ وروى صاحب كتاب (المقتضب في إمامة الاثني عشر) : [عن أبي الحسن علي بن سنان
__________________
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٩٥.
(١) النجم ٥٣ : ٩.
٣ ـ الكافي ٢ : ٣٣٥ / ١.
(١) النّحل ١٦ : ١٠٦.
٤ ـ مقتضب الأثر : ١٠ ، فرائد السمطين ٢ : ٣١٩ / ٥٧١.