الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً)». (٥)
٣٤٥ / ٢ ـ قال العالم عليهالسلام ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : «ما من عبد ولا أمة أعطى بيعة أمير المؤمنين عليهالسلام في الظاهر ، ونكثها في الباطن ، وأقام على نفاقه إلا وإذا جاء ملك الموت يقبض روحه تمثل له إبليس وأعوانه ، وتمثلت النيران وأصناف عقابها لعينه وقلبه ومقاعده من مضائقها (١) ، وتمثل له أيضا الجنان ومنازله فيها لو كان بقي على إيمانه ، ووفي ببيعته.
فيقول له ملك الموت : انظر فتلك الجنان التي لا يقدر قدر سرائها وبهجتها وسرورها إلا رب العالمين كانت معدة لك ، فلو كنت بقيت على ولايتك لأخي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إليها مصيرك يوم فصل القضاء ، فإذا نكثت وخالفت فتلك النيران وأصناف عذابها وزبانيتها بمرزباتها وأفاعيها الفاغرة أفواهها (٢) ، وعقاربها الناصبة أذنابها ، وسباعها الشائلة (٣) مخالبها ، وسائر أصناف عذابها هو لك ، وإليها مصيرك ، فعند ذلك يقول : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (٤) فقبلت ما أمرني والتزمت من موالاة علي بن أبي طالب عليهالسلام ما ألزمني».
٣٤٦ / ٣ ـ محمد بن يعقوب : عن ابن محمد (١) ، عن علي بن العباس ، عن علي بن حماد ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عز وجل : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) يقول : «أضاءت الأرض بنور محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كما تضيء الشمس ، فضرب الله مثل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الشمس ، ومثل الوصي القمر ، وهو قوله عز وجل : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) (٢). وقوله : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ). (٣) وقوله عز وجل : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) يعني قبض محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فظهرت الظلمة ، فلم يبصروا فضل أهل بيته ، وهو قوله عز وجل : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ)». (٤)
__________________
(٥) الاسراء ١٧ : ٩٧.
٢ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ١٣١ / ٦٦.
(١) قال المجلسيّ رحمهالله : مقاعده عطف على النيران ، وضميره للناكث ، وضمير مضائقها للنيران. «البحار ٢٤ : ١٨ : ٣٠».
(٢) فاغر فاه : أي فاتح فاه. «مجمع البحرين ـ فغر ـ ٣ : ٤٤١».
(٣) شائلة : رافعة.
(٤) الفرقان ٢٥ : ٢٧.
٣ ـ الكافي ٨ : ٣٨٠ / ٥٧٤.
(١) في المصدر : عليّ بن محمّد.
(٢) يونس ١٠ : ٥.
(٣) يس ٣٦ : ٣٧.
(٤) الأعراف ٧ : ١٩٨.