الثابت بسرعة وبدون اي تردد وتوقف.
من هذه المقدمات صفاء فطرته التوحيدية التي فطر الله الناس عليها وسلامتها من التلوث بأدناس الشرك الجاهلي وذلك ببركة تولده من أب موحد وهو عبد المطلب المتولد من مؤمن موحد الى آخر جد له يربطه بالاب الاول والجد الاعلى آدم عليهالسلام وهذا مستفاد من النقل الصحيح المؤيد بالعقل السليم ومضمونه ان النبي المعصوم والإمام المعصوم لا بد ان يهيىء الله لهما الاصلاب الطاهرة والارحام المطهرة وذلك لان الشرك ظلم عظيم وظلام حالك والعصمة نور متألق ولا مجال لان يستقر النور مع الظلام في مكان واحد ـ والعصمة طهارة ونقاء والشرك رجس ونجاسة معنوية ومحال ان يجتمع هذان الضدان في مكان واحد.
وقد فسر قوله تعالى مخاطبا رسوله الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم : وتقلبك في الساجدين بما ذكرناه من انتقال نور النبوة المعصومة من الاصلاب الطاهرة الى الارحام المطهرة من ادناس الشرك من كلا الطرفين الاب والام وحيث ان الإمام علياً عليهالسلام ثابت العصمة لدخوله في آية التطهير ولقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حقه : علي مع الحق والحق مع علي فلا بد ان يكون ابواه موحدين في كل سلسلة نسبه الشريف الى الاب الاول والجد الاعلى كالنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لنفس الوجه.
وعلى ضوء ذلك ذهب المشهور من مفسري الشيعة الى ان المراد بأزر الذي عبر عنه القرآن باسم الاب للنبي ابراهيم عليهالسلام هو عمه وليس اباه حقيقة واللغة العربية تطلق اسم الاب على العم مجازاً.
ويضاف الى هذه المقدمة الذاتية التي ساهمت في قبول ابي طالب الدعوة الإسلامية وتصديقه لها بسرعة ـ مقدمة اخرى خارجية وهي ما سمعه من علماء اهل الكتاب ـ من ان ابن اخيه محمدا هذا سوف يكون نبياً في المستقبل وذلك لانطباق الاوصاف الموجودة في كتبهم لنبي آخر الزمان عليه ولذلك كان شديد الخوف عليه من اليهود الامر الذي كان يدعوه لبذل اقصى