واذا نظرنا الى هذه القضية بعين العقل الواعي والبصيرة النافذة ندرك ان الله سبحانه الحكيم الرحيم ـ لم يلزمنا بربط حبنا وبغضنا بحبه وبغضه الا من اجل ان نحكم عقولنا ونسيطر على ميولنا لتسير في خط مرضاة الله سبحانه ونحقق ما اراد الله لنا من المصالح ونتخلص مما احب الله لنا ان ننجو منه من المضار والمفاسد المعنوية والمادية ـ لانه سبحانه هو الحق وكل ما يصدر منه وعنه من تشريع وخلق فهو حق وحكمه ومصلحة وسلامة ـ ومن المعلوم ان الحق في العقيدة والشريعة والسلوك والممارسة هو مصدر ومصنع انسانية الإنسان ومنبع سعادته وفضيلته وقد شاءت حكمة السماء ان تحقق لنا ذلك فأودع فينا الاستعداد الفطري لتنمية وصقل فطرة التدين التي فطر الناس عليها ورسم منهج الشرع العادل الكامل وامرنا بسلوكه من اجل ان ننتهي به الى غاية الكمال والسعادة فقال تعالى :
( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون (١٥٣) ) (١).
وقال سبحانه :
( ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ) (٢).
وقال سبحانه :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا (٢) ويرزقه من حيث لايحتسب ) (٣).
__________________
(١) سورة الانعام ، آية : ١٥٣.
(٢) سورة الاعراف ، آية : ٩٦.
(٣) سورة الطلاق ، آية : ٢ و ٣.