الاخروية لان كل كلمة يقولها احدهما في حق الاخر بسبب العداوة بقصد تحطيمه معنويا كالغيبة والسخرية والسباب ونحو ذلك ـ تسبب له الاثم الكبير الذي يأكل حسناته ويضاعف سيئاته ويستحق بهذا وذاك عذاب النار وغضب الجبار ـ وكذلك يتستحق العقوبة الكبرى لسعيه في سبيل اضرار عدوه ماديا بأي تصرف يستهدف به ايقاعه في المضرة والخسارة او حرمانه من الربح والمنفعة.
وبذلك يكون كل واحد من المتخاصمين واقعا في عناء كبير وبلاء خطير في الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين.
من اجل ذلك نهى الشرع المقدس عن كل ما يوجب العداوة والبغضاء ـ كما ذكرنا آنفاً نظراً لما يترتب عليها من الخسارة الكبرى والطامة العظمى ولذلك وقف الشرع من العداوة موقفين احدهما وقائي يتمثل بالنهي عن كل ما يؤدي اليها ـ والاخر علاجي يتمثل بكل الوسائل العلاجية التي أمر الشرع بها وجوبا او استحبابا من اجل التخلص من هذا المرض الاجتماعي الخطير.