وتقديم ولده فداء للرسول والرسالة اقوى دليل واصدق شاهد على قوة ايمانه وثباته على مبدئه كما هو واضح ويؤكد ذلك طلبه من ولده جعفر ان يصلي في جهة اليسار من شخص الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما وجده قائما يصلي وعلي يصلي في الجهة اليمنى وخديجة قائمة تصلي خلفه ـ فهو لم يقتصر على موافقته وسماحه لولده علي بالصلاة مع الرسول بل طلب من ولده الاخر ان يصلي في الجهة الاخرى بقوله : « صل جناح ابن عمك ».
وهناك شواهد خارجية كثيرة تدل على واقعية ايمان هذا البطل التوحيدي الخالد منها ابقاء فاطمة بنت اسد زوجة عمه هذا عنده وعدم فصلها عنه لانها كانت من السابقات الى الإسلام فلو كان غير معترف بالرسالة ومصدق للرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لما جاز إبقاؤها عنده على زوجيتها السابقة كما هو واضح.
هذا حاصل ما ذكرته من الشواهد الفعلية الناطقة بواقعية ايمان شيخ البطحاء ووالد سيد الاوصياء ابي طالب رضوان الله عليه واما الشواهد القولية فكثيرة منها ما هو صادر منه ومنها ما هو صادر من غيره في حقه.