عداوة كأنه ولي حميم (٣٤) ) (١).
والوجه في كون كظم الغيظ والعفو عن المسيء من وسائل العلاج والتخلص من مرض العداوة ـ واضح لانه يساعد على التخفيف من الحالة الانفعالية التي يعيشها المعادي وذلك يمهد لزوالها واذا ضم الاحسان الى العفو كان العلاج مؤكدا لما مرت الاشارة اليه من ان الاحسان بطبعه يزرع المحبة ويزيل العداوة وان كانت.
والحديث المشهور عن الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم مستوحى من هذه الآية الكريمة وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك واحسن الى من اساء اليك ».
وعندما تصدر نصيحة نافعة وموعظة حسنة من قبل واحد من اهل البيت عليهمالسلام تكون مسبوقة بعملهم بها وسبقهم الى تطبيقها لان كل واحد منهم يمثل الإسلام على الصعيد العملي ليكون قرآنا ناطقا واسلاما متحركا على صعيد الحياة وبهذا الاعتبار كان كل ما يصدر عن احدهم من قول او فعل او تقرير وامضاء لعمل يصدر من المكلفين بمسمع ومشهد منه ـ شرعا يعمل به وحجة يعتمد عليها لمعرفة الحكم الشرعي وحيث ان الحث على التجمل بمكارم الاخلاق والصفات الحميدة وفي طليعتها العفو عن المسيء والاحسان اليه قد صدر من كل واحد من اهل بيت العصمة ابتداء بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومروراً بالإمام علي عليهالسلام وابنائه وانتهاء بالمهدي عجل الله تعالى فرجه فلا بد ان يكن ذلك مسبوقا باتصافهم بها كما هو معلوم.
__________________
(١) سورة فصلت ، آية : ٣٤.