مرت الاشارة اليه في السابق ـ مضافا الى تحصيل الثواب العظيم المترتب على ذكر فضائل اهل البيت عليهمالسلام بصورة عامة والإمام علي بصورة خاصة ـ على ضوء بعض الروايات الناصة على ذلك في كتب الفريقين ومما ورد في كتب السنة ما رواه اخطب خوارزم عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ونقله عنه المرحوم المقدس الشيخ المظفر في الجزء الثاني من دلائل الصدق ص ٣٢٠.
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ان الله جعل لاخي علي فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن استمع الى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ومن نظر الى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.
ثم قال : النظر الى عليّ عبادة وذكره عبادة ولا يقبل الله ايمان عبد الا بولايته والبراءة من اعدائه.
واذا كان الإمام علي عليهالسلام لا يترك فعل مستحب من الافعال ولا التجمل بما هو مستحب من الخصال فبالطريق الاولى ان لا يترك واجبا من ذلك كله ـ ومن اوضح الواجبات واهمها صفة العدل والعمل بمقتضاها.
ومما روي عنه في هذا المجال ان عمرو بن العاص دخل على أمير المؤمنين ليلة وهو في بيت المال وكان الإمام عليهالسلام ينظر في اموال المسلمين وحسابهم ودواوين العطاء وعنده سراج يضيء بنوره الضيئل وقد اشترى زيت السراج من بيت المال فلما دخل ابن العاص واراد ان يتحدث مع الإمام عليهالسلام في بعض الشؤون الخاصة اطفأ الإمام السراج وجلس في ضوء القمر ولم يستحل ان يستعمل السراج المضاء بمال المسلمين في غير مصلحتهم والقصص الواردة في عدله كثيرة اقتصرت على ذكر هذه القصة كنموذج لهذه الصفة بسبب ضيق المجال ووضوح اتصافه بها الذي يغني عن المزيد من البيان حيث يكون من توضيح الواضحات وخصوصا بالنسبة الى هذه الصفة التي يعتبر الاتصاف بها من اهم الواجبات كما سبق.