السبب غير ذلك توجه لزيارته من اجل تحصيل ثواب زيارة المؤمن وادخال السرور الى قلبه مضافا الى رغبته في ترغيب المؤمنين وحثهم بلسان العمل والسيرة على القيام بمثل هذا المستحب العظيم ـ وقد رتب الشرع المقدس الاجر الجزيل على كل واحد من المستحبات المذكورة وخصوصا صلاة الجماعة وذلك لما يترتب عليها من المحبة والوئام وهو شجرة مباركة تثمر للمحب والمحبوب كل خير على العكس التام من ذلك العداوة والبغضاء فهي شجرة شر وشؤم لا تثمر الا الشر والشقاء والتعب والعناء ولذلك نهى الشرع المقدس عن كل ما يؤدي اليها من التصرفات المثيرة وسأذكر ابرزها في المقام من اجل التنبيه على مدى خطورتها والمضاعفات السلبية المترتبة على العداوة الناشئة منها وهي كثيرة اخطرها ما يلي.
أسباب العداوة ونتائجها السلبية
الغيبة وهي ذكرك اخاك في الإسلام بما يكره وقد نهى الله سبحانه عنها باسلوب خاص لم يستعمله في غيرها من المحرمات وذلك بقوله تعالى :
( ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ) (١).
فقد شبه الله المذكور بالغيبة حالة غيبته ـ بالميت لعدم احساسه حال غيابه بما يذكر به من السوء كما لا يحس الميت بالالم اذا قطع من جسمه جزء فيه حياة والغيبة من اخطر المحرمات واكبر الكبائر ولذلك اكد الشرع المقدس تحريمها على مرتكبها كما حرم على الاخرين الاستماع اليها مع الرضا بها والسكوت عما يجب على المستمع القيام به من نهي مرتكبها وردعه عنها
__________________
(١) سورة الحجرات ، آية : ١٢.