الحب في الله والبغض في الله
هذه المحطة التي اردت العود اليها هي محطة الحب والبغض في الله وذلك من اجل توضيح المراد من هاتين الصفتين وبيان الفائدة العظيمة المترتبة عليهما في حياة الإنسان المؤمن الذي باع كل كيانه وما يتعلق به لله سبحانه فأصبح لا يحمل في قلبه وهو عرش الله تعالى إلا ما يريد الله منه ان يحمله فيه من العقائد الحقة والصفات النبيلة والميول المعتدلة المنسجمة مع خط الاستقامة والتقوى ـ مع بيان الاسباب والعوامل التي تؤدي الى هاتين الصفتين النافعتين الرافعتين ان كانتا لله وفي الله والمدمرتين ان كانتا للشيطان وفي سبيله.
وذلك من اجل ان نسعى في سبيل ايجادهما والتوصل بهما الى هذه العبادة الباطنية والصلاة الداخلية المتحدة بروحها وجوهرها مع الصوم الداخلي الذي مرت الاشارة اليه.
فأقول : المراد من الحب في الله سبحانه هو ما يكون مصدره ارادة الله سبحانه وتشريعه والميزان الصحيح لذلك هو احراز حب الله سبحانه للشخص في مرتبة سابقة على ادخال حبه في قلوبنا وذلك على ضوء شرعه الهادي الى سواء السبيل ورسوله الباطني الذي اودعه في قلوبنا ونوره الداخلي الذي اوجده في فطرتنا من اجل ان نعرف من يحبه الله سبحانه فنحبه تبعا لمحبة الله له وان كان من ناحية مزاجية قد لا ينسجم حبنا المبدئي له مع ميلنا العاطفي ومثاله الواضح الشخص الذي فرض امتثاله امر الله له باقامة الحد او تنفيذ