دور الصوم في صحة القلب
وهكذا ينطلق الصوم في رحلة داخلية ليصل الى القلب ويطهره من كل الصفات الذميمة كالحسد والحرص المدمر والنفاق المقيت والرياء المفسد ـ والبغض لاولياء الله والحب لاعدائه ونحو ذلك من الصفات الذميمة والمعاني السقيمة التي هي في واقعها امراض معنوية محطمة تدمر النفس وتنسحب على الجسد ليصاب بالكثير من الامراض الخطيرة ـ واذا كان المثل المشهور يقول :
العقل السليم في الجسم السليم فالعكس صحيح ايضا لان الجسم لا يكون سليما الا اذا حمل في طيه القلب السليم من الحقد والحسد والطمع الجامح ونحو ذلك من الامراض النفسية المدمرة كما هو واضح ـ وقد اثبت الطب الحديث ان هناك امراضا كثيرة وخطيرة تحصل للانسان بسبب الخوف والقلق والحقد الدفين والحسد اللعين وحيث ان الإسلام دين السعادة والسلام فقد دخل الى عمق النفس البشرية وتدخل في احوالها الداخلية ليوجه كل صفة اودعها الله سبحانه في كيان الإنسان لتكون مصدر خير وعطاء ووسيلة تشييد وبناء في طريقها القويم ونهجها السليم فيتحول الحسد من صفة مدمرة للنفس والغير ـ الى رغبة وتسابق في طريق الصلاح والخير الخاص والعام كما يتحول الطمع والحرص على المادة الزائلة الموجب للبعد عن الله تعالى ورحمته ـ الى الطمع في عفو الله ومغفرته ونيل السعادة الخالدة في ظلال الفسيح من جنته.