حلم الإمام علي ( ع )
لم يكن اكبارنا لشخصية الإمام علي عليهالسلام لمجرد انه كان اعلم الناس بعد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بل لانه كان افضلهم واسبقهم الى كل الصفات الكمالية والمواقف الرسالية التي تخدم الإسلام والمسلمين بل والناس اجمعين لانه مثل بسلوكه المستقيم وخلقه الكريم خلق الرسول العظيم فكان محمداً الثاني وحيث ان الإسلام حث على الحلم وكظم الغيظ وطبق الرسول الاعظم ذلك على نفسه بسيرته القويمة وحث عليه بسنته الحكيمة حيث قال :
« صل من قطعك واعط من حرمك واعف عمن ظلمك واحسن الى من اساء اليك » فلا بد ان يكون الإمام علي عليهالسلام من السابقين الى ذلك عملا وقولا لانه نفس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بنص آية المباهلة كما تقدم ولانه معد لان يكون الممثل للرسول والمطبق للرسالة تطبيقا كاملا بالاتصاف بكل الصفات الكمالية التي دعت اليها وحثت عليها ليكون قوله الذي حث به غيره على فعل ما ينفع والاتصاف بما يرفع ـ مسبوقا او مقترنا بالعمل والممارسة فيكون اكثر تأثيرا وفاعلية مما اذا تجرد عن ذلك كما هو واضح وسأذكر في المقام بعض ما روي عنه عليهالسلام من الحكم التي دعا بها الى العفو والصفح عن المسيء من ذلك قوله عليهالسلام : في نهج البلاغة : « اذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه ». وقد طبق الإمام عليهالسلام هذه الوصية على نفسه حيث عمل بها في عدة موارد منها ما حاصله ان شخصا يدعى نعيما بن دجاجة قد صدر منه عمل فيه اساءة للامام عليهالسلام فأمر بأن يضرب تأديباً له فقال نعيم هذا : إن