بالكلمة الطيبة
والسماحة النادرة والبذل السخي الذي ساعد على ثبات الرسالة العظيمة والرسول العظيم
والصفوة الصافية من المؤمنين المضحين امام كل التحديات الصعبة والمحاولات اللئيمة
التي استهدفت الدعوة الصادقة وارادت القضاء عليها في مهدها وبذلك يظهر الوجه في
اعتبار هذه المرأة الجليلة من الانصار الثلاثة الذين كان لهم الدور الطليعي في احتضان
الرسالة وصونها من الاخطار الجسمية التي احدقت بها في بداية انطلاقها في طريق
الظهور والبروز على الصعيد الخارجي.
وهؤلاء الانصار والابطال معروفون في
التاريخ ومعترف لهم بالفضل ـ وهم ابو طالب بحمايته ونجله البطل الفدائي ببطولته
والثالث موضوع الحديث وموضع الاجلال والاعجاب خديجة الكبرى رضوان الله عليها حيث
ضحت بثروتها الطائلة في سبيل الدفاع عن الإسلام ونصرة المسلمين ودعم موقفهم
النضالي الابي.
ولم يكن دعم هذه البطلة المجاهدة
للرسالة والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، والذين آمنوا به ـ مقصورا على العطاء المادي كما ربما يتوهم من الكلمة المأثورة
المشهورة القائلة : انتصر الإسلام بسيف علي ومال خديجة بل امتد عطاؤها السخي ليشمل
البذل المعنوي والسخاء الروحي الذي كان يتمثل بصبرها الجميل وخلقها النبيل
وابتسامتها المشرقة بنور الامل وضياء الرجاء والتطلع والنظر بعين التفاؤل وان كل
ما يتحمله الإنسان الرسالي في سبيل نصر الحق والدفاع عنه يثمر له الاجر العظيم
والثواب الجسيم.
وقد تجلى ذلك بوضوح ايام الحصار الصعب
والمقاطعة الظالمة التي مارستها قريش ضد الرسول واتباعه بقصد الضغط عليهم
ليتنازلوا عن موقفهم المبدئي تجاه رسالتهم الخالدة فلم يزدهم ذلك الا ايمانا
وتسليما مرددين شعار الايمان الصادق وهو قوله تعالى عن لسانهم : « حسبنا الله ونعم
الوكيل ».
وخديجة بطلة الإسلام كانت داخل هذا
الحصار تقدم الدعم المادي