فلماذا خاطب النبي صلىاللهعليهوآله مكّة بهذا الكلام ؟! وكأنما كان يسمع مسقط رأسه ، أي مكة هذه
، تعاتبه وتقول له : لماذا هجرتني ، وفارقتني ثمان سنوات ، ياحبيب الله ، انا ايضاً أحبك ، فلماذا تركتني الىٰ المدينة التي اخترتها بدلاً مني ، فهل كنت سيئة معك ؟! وبعد أن أتمّ الرسول صلىاللهعليهوآله كلامه ، تحرك من ذي
طوىٰ ودخل الحجون (١)
، فأغتسل هناك وركب ناقته حتىٰ يدخل مكة. اجتمع اهل مكة ووقفوا مع زعماء قريش
ورؤساء القبائل الىٰ جانب الكعبة ، لكي ينظروا دخول النبي صلىاللهعليهوآله
، وكانوا يريدون بذلك أمرين : الأول : رؤية رسول الله صلىاللهعليهوآله. الثاني : معرفة مصيرهم. دخل النبي صلىاللهعليهوآله
مكة واستسلم الحجر الاسود من علىٰ الناقة ، ثم ارتفع صوته صلىاللهعليهوآله
بالتكبير : الله اكبر ... الله اكبر ... فتعالت معه حناجر عشرة آلاف مسلم ...
الله اكبر ... ، كان صوت التكبير يملأ سماء مكة وينعكس في جبالها ، لكن تأثيره في قلوب المشركين كان اشدّ. ________________مكّة في انتظار النبي صلىاللهعليهوآله
(١) محل اقرب الىٰ مكة من ذي طوىٰ.