اصدقائي !
ألم يكن اهل الجزيرة العربية محقّون في
الخضوع لهذا الرجل والافتتنان به ؟! وهل رأيتم رجلاً في العالم يتعامل بهذه الروح السمحة والمحبة للخير مع اتباعه والذين يأتمرون بأوامره وهو في قمة هرم السلطة ؟! هذه التصرفات والمعاملة الاخلاقية لا توجد الّا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله.
معاملة النبي صلىاللهعليهوآله
لأعدائه
لقد عامل الرسول صلىاللهعليهوآله اعداءه كما كان
يعامل اصدقاءه واصحابه ، فأي شخص لم ينتقم بشدة في اليوم الذي يتسلط فيه علىٰ اعدائه وينتصر عليهم ؟! لكن الرسول صلىاللهعليهوآله
كان رؤوفاً بأعدائه ، ينظر اليهم بعين العطف ، وكان متسامحاً للحد الذي وصفوه ـ الاعداء ـ بالعظيم والكريم.
ففي غزوة ذات الرقاع ، كان رسول الله صلىاللهعليهوآله واقفاً الىٰ
جانب نهر ، وفجأة جاء سيل وحال بين الرسول صلىاللهعليهوآله
وجيش المسلمين ، فرأىٰ احد جنود العدو ان الرسول صلىاللهعليهوآله
لوحده وبعيداً عن معسكره ، فجاءه شاهراً سيفه ظاناً ان اللحظة مؤاتية لقتل الرسول ، وقال : يا محمد ، من سينجيك مني ؟
قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ربي.
ضحك الرجل مستهزءاً ، وهوىٰ بسيفه
بقوة علىٰ الرسول صلىاللهعليهوآله
، لكن الله وقىٰ الرسول صلىاللهعليهوآله
شره ، فوقعت به فرسه قبل ان يضرب ضربته ، ووقع علىٰ الارض ، فوقف الرسول صلىاللهعليهوآله
فوق رأسه وأعاد عليه كلامه ، قال : من سينجيك