قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلتي من الظلمات إلى النّور

رحلتي من الظلمات إلى النّور

434/461
*

ومن لا يحضره الفقيه ، والتهذيب ، والاستبصار ، ومئات الكتب الاُخرىٰ ، وأن الفضل الذي جعلنا اليوم نمتلك العديد من الكتب التي تتناول مختلف المسائل الاسلامية يعود الىٰ تلك المصادر الأوّلية التي جمعها وكتبها وحفظها اولئك العلماء الافاضل ، الذين بذلوا جهوداً جبارة في تأليفها وتحمّلوا صعوبات جمّة في حفظها الآن.

أليس من غير الانصاف ، ان نتساءل ونحن نرىٰ ما تركوه لنا من تراث : ما الذي فعله العلماء لنشر ثقافة الاسلام الاصلية ؟! في حين انه لا يعلم ان كل ما يكتب اليوم وينتشر ما هو إلّا اقتباس واستنباط من تلك المصادر الأولية التي جمعها وألفها وحفظها علماء الاسلام اولئك.

فأحدىٰ الاساطير تقول ان سمكة كانت تسبح وسط الماء وهي تقول : « من قال ان السمكة لا تستطيع ان تعيش خارج الماء » ؟ أو مثل الشخص الذي يقوم بطبخ مواد أوّلية جمعها آخرون بعناء من اماكن بعيدة ونائية وبعد ان يشعر بنشوة اللذة ينسىٰ اولئك الذين هيّئوا له تلك المواد ويتجاهلهم ! فالذين يقفون من العلماء مثل هذه المواقف يفقدون لصفة الانصاف والعدل ، وللأسف الشديد تلاحظ هذه الصفة حالياً بيننا ، فبعض الاشخاص ومن خلال بعض الخدمات التي يقدمونها ، يقومون بتجاهل خدمات الآخرين وانجازاتهم ، في حين ان القرآن يأمر المسلمين الجدد باحترام المسلمين الاوائل واعطاءهم حق السبق في الايمان والسعي لتحقيق الاهداف الربانية ، يقول القرآن في هذا الصدد :

( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ) (١)

________________

(١) سورة الحشر : ١٠.