بها للتعويض عن المحذوف كما هو المنقول عن الكوفيّين ليرد ما أُورِد عليهم
مِنْ أنَّه خلاف المعهود ، إذ المعهود التعويض بالهاء في العجز كـ ( العدة ) لا
التعويض بالهمزة في الصدر.
وقال البصريّون
: إنّه مشتق من ( السمو ) بمعنى العُلوّ والارتفاع ؛ لأنَّه رفعةٌ لمسمّاه
، فهو عندهم من الأسماء المحذوفة الأعجاز كيدٍ ، ودمٍ ، وغدٍ ، واصلة سمو ، بكسر
الفاء أو ضمِّها ، فحذفت لامه ؛ تخفيفاً لكثرة الاستعمال ثمّ أُسقطت حركة فأية
حذراً من الاستثقال فاتي بهمزة الوصل حال الابتداء لتعذر الابتداء بالساكن.
وآثروا الهمزة
على غيرها لأنّها تثبت في الابتداء فيتحصّل بها الغرض وتسقط في الدرْج لعدم الحاجة
إليها ، وليس غيرها كذلك.
وتظهر ثمرة
الخلاف في أصله الموزون به ، فعلى قول ( الكوفيّين ) يكون وزنه ( اعلاً ) وعلى قول
البصريين ( افعاً ).
وقد أرخينا
زمام الكلام في هذا المقام بإيراد الأدلّة من الجانبين ، وترجيح قول الكوفيّين من
البين ببعض أدلّةٍ قويّةٍ في بعض أجوبة المسائل النحويّة. إلّا إنَّ الإنصاف أنّ
قول البصريّين أيضاً قويٌّ متين لسلامته من كثير من التكلّفات وإنْ كان قول
الكوفيّين أوفق بظواهر بعض أخبار الهُداة.
وفيه خمس عشرة
لغةً جمعت في قول بعضهم :
سماة سم واسم
كذا سمة سما
|
|
لغاتٌ بتثليث
الأوائل فاعلما
|
والأصل في
همزته أنْ تثبت خطّاً وإنْ حُذفت لفظاً كغيرها من همزات الوصل ، وإنّما حذفت حين
الإضافة إلى اسم الجلالة تخفيفاً لكثرة الاستعمال أو للتعويض عنها بمد الباء ، قيل
: أو ليوافق الخط اللفظ . ولا يخفى عدم اطّراده لانتقاضه بِاسمِ رَبِّكَ ؛ إذ لم تُحذف
في الخط تبعاً للّفظ.
وعن الكسائي
والأخفش جواز حذفها إذا أُضيفت إلى غير اسم الجلالة من
__________________