الْجُعَلُ مِنَ الْبَنَادِقِ (١).
(درج)
قوله تعالى : ( لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) [ ٨ / ٤ ] أي ذو طبقات عند الله في الفضيلة. قوله : ( هُمْ دَرَجاتٌ ) [٣ / ١٦٣ ] أي منازل بعضها فوق بعض ، قال بعض الأفاضل : الدَّرَجَاتُ المذكورة في الكتاب والسنة ممكن حملها على إرادة المعنى أعني كثرة النعم ، وعلى ذلك يحمل
قَوْلُهُ (ع) » بَشَّرَهُمْ بِدَرَجَاتِ الشُّهَدَاءِ مَا بَيْنَ كُلِ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ».
فإنه يحتمل الرفعة الحقيقية والمعنوية وإن كان الأول أظهر. قوله : ( وَلِكُلٍ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ) [ ٦ / ١٣٢ ] أي ولكل عامل بطاعة أو معصية دَرَجَاتٌ مما عملوا ، أي مراتب في عمله على حسب ما يستحقه فيجازى به إن خيرا فخير وإن شرا فشر. قال المفسر : وإنما سميت دَرَجَاتٍ لتفاضلها كتفاضل الدَّرَجِ في الارتفاع والانحطاط ، وإنما يعبر عن تفاضل [ أهل الجنة بِالدَّرَجِ وعن تفاضل أهل النار بالدرك ، إلا أنه لما جمع بينهم عبر عن تفاضلهم بِالدَّرَجِ تغليبا لصفة ] أهل الجنة (٢). قوله : ( وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَ دَرَجَةٌ ) [ ٢ / ٢٢٨ ] أي زيادة في الحق وفضل ، لأن حقوقهم في أنفسهن وحقوقهن المهر والكفاف وترك الضرار ونحوها وشرف فضيلة لأنهم قوام عليهن وحراس لهن يشاركونهن في غرض الزواج وهو الولد ويخصون بفضيلة الرعاية والإنفاق. قوله : ( سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ ) [ ٧ / ١٨٢ ] أي سنأخذهم قليلا قليلا ولا نباغتهم ، كما يرتقي الراقي الدرجة فيتدرج شيئا بعد شيء حتى يصل
__________________
(١) قال في الصحاح (دحرج) والدحروجة : ما يدحرجه الجعل من البنادق. قال (ذو الرمة :)
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ) |
(٢) مجمع البيان ج ٢ ص٣٦٨ ، والزيادة منه.