قوله تعالى : ( إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) [ ٢ / ٢٤٨ ]
قِيلَ : « التَّابُوتُ » هُوَ صُنْدُوقُ التَّوْرَاةِ وَمِنْ خَشَبِ الشِّمْشَادِ مُمَوَّهٌ مِنَ الذَّهَبِ نَحْواً مِنْ ثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعَيْنِ. وَقِيلَ : هُوَ صُنْدُوقٌ كَانَ فِيهِ أَلْوَاحُ الْجَوَاهِرِ الَّتِي كَانَتْ فِيهِ الْعَشْرُ كَلِمَاتٍ التَّوْحِيدِ : النَّهْيِ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ السَّبْتِ [ السِّتِ ] ، إِكْرَامِ الْوَالِدَيْنِ ، النَّهْيِ عَنْ يَمِينِ الْكَاذِبَةِ ، السَّرِقَةِ ، قَتْلِ النَّفْسِ ، شَهَادَةِ الزُّورِ ، الزِّنَا ، لَا يَتَمَنَّى أَحَدٌ مَالَ غَيْرِهِ ، وَلَا زَوْجَتَهُ. وَكَانَ مُوسَى (ع) إِذَا قَاتَلَ قَوْماً قَدَّمَهُ فَكَانَتْ تَسْكُنُ نُفُوسُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا يطرون [ يَفِرُّونَ ].
وسيجيء في « سكن » تمام الكلام. وأصل التابوت » تابوة « مثل ترقوة وهو فعلوة ، فلما سكنت الواو تقلب هاء التأنيث تاءا. قال الجوهري حاكيا عن غيره : لم تختلف لغة قريش والأنصار في شيء من القرآن إلا في التَّابُوتِ ، فلغة قريش بالتاء ولغة الأنصار بالهاء ـ انتهى.
وَفِي حَدِيثِ أَهْلِ الْبَيْتِ (ع) : « جَعَلَكُمُ اللهُ تَابُوتَ عِلْمِهِ وَعَصَا عِزِّهِ ».
أي مجمع علمه وقوة لعزه.
وَفِي الْخَبَرِ : « ثَلَاثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ ».
أي لا يلهمهم التوبة. وفِيهِ : « مَنْ تَابَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا « ـ الحديث
باب ما أوله الثاء
(ثاب)
فِي الْحَدِيثِ : « التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ وَالْعَطْسَةُ مِنَ اللهِ ».
التَّثَاؤُبُ فترة تعتري الشخص فيفتح عندها فاه » ، يقال : « تَثَاءَبَتْ »