يضرب المثل ! قال ثم قال : هذا مات أبوه بالعراق وهو صغيرٌ بالمدينة ، ونشأ بين هذه الجواري السود ، فمن أين عَلِمَ هذا ؟ قال : ثم ما مرَّت به الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد قال بإمامته ، وعرف الحق وقال به » !
دلالة فرض الإقامة الجبرية على الإمام عليهالسلام ؟
يعطينا النص المتقدم أضواءً كافية على خطة المعتصم ضد الإمام الهادي عليهالسلام وكيف كانت متقنةً ، لكنها فشلت من أساسها ، لأن الشخص الذي انتدبه لهذه المهمة انبهر بالإمام عليهالسلام وآمن به !
كما يدل النص على أن شخصية الإمام عليهالسلام وشعبيته ، كانت في نظر المعتصم خطراً على خلافته . ومن حقه أن يفكر كذلك ، لأن القوة الحقيقية كانت بيد قادة الجيش الأتراك ، وعددهم لا يتجاوز أصابع اليد ، فهم الذين خلعوا ابن أخيه العباس بن المأمون وبايعوه ، فصار خليفة . فمن الممكن أن يقتنعوا يوماً بالإمام الهادي عليهالسلام ويبايعوه ويخلعوا المعتصم ويفرضوا ذلك على بني العباس وغيرهم ، خاصة أن العلويين أبناء فاطمة الزهراء عليهاالسلام أقرب الى النبي صلىاللهعليهوآله من بني العباس . فهم عترة النبي صلىاللهعليهوآله الذين شهد لهم وأوصى الأمة باتباعهم .
كان المعتصم يرى أن أخاه المأمون أخطأ في إظهار اعتقاده بإمامة الرضا والجواد وإعلانه للناس أن علياً وأبناءه عليهمالسلام مميزون بأن علمهم من الله ، فلا يحتاجون الى تعليم معلم ، وأن صغارهم كبار .
فقد أعطاهم بذلك مقاماً فوق مقام بني العباس ، بل نزع الشرعية عن بني العباس ودعواهم أنهم يستحقون الخلافة بقرابتهم بالنبي صلىاللهعليهوآله بعمه العباس ، وأنهم أولى من أولاد علي وفاطمة عليهاالسلام .