قَتل المنتصر ونَصب المستعين « أحمد بن محمد بن المعتصم »
قال اليعقوبي في البلدان / ٦٨ : « مات المنتصر بسر من رأى في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وولي المستعين أحمد بن محمد بن المعتصم ، فأقام بسر من رأى سنتين وثمانية أشهر ، حتى اضطربت أموره فانحدر إلى بغداد في المحرم سنة إحدى وخمسين ومائتين ، فأقام بها يحارب أصحاب المعتز سنة كاملة والمعتز بسر من رأى معه الأتراك وسائر الموالي ، ثم خُلع المستعين ووليَ المعتز ، فأقام بها حتى قتل ثلاث سنين وسبعة أشهر ، بعد خلع المستعين .
وبويع محمد المهتدي بن الواثق في رجب سنة خمس وخمسين ومائتين ، فأقام حولاً كاملاً ينزل الجوسق ، حتى قتل .
وولي أحمد المعتمد بن المتوكل ، فأقام بسر من رأى في الجوسق وقصور الخلافة ، ثم انتقل إلى الجانب الشرقي بسر من رأى ، فبنى قصراً موصوفاً بالحسن سماه المعشوق ، فنزله فأقام به حتى اضطربت الأمور فانتقل إلى بغداد ثم إلى المدائن » .
وقال
ابن العمراني في الإنباء في تاريخ الخلفاء « ١ / ١٢٥ » :
« ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين ، واستشعر المستعين من باغر وقيل له : إنه قد اجتمع جماعة من الأتراك وتبايعوا وتحالفوا على قتلك وقتل بغا ووصيف . فاستدعى وصيفاً وبُغا الصغير وانحدر إلى بغداد في رابع محرم من هذه السنة ، وهما في صحبته ، وبقي الأتراك بسامراء متحيرين ، فنفذوا جماعة لترضيه واستلال ما في نفسه منهم