قال المتوكل : فما دخلني من الجزع على شئ مثل ما دخلني حين أخذني على السواد الجديد ، وقد جئته فيه طامعاً في الرضا . فأخذ شعري عليه » .
أقول : يتضح بذلك أن سبب غضب الواثق على المتوكل أنه كان مخنثاً شاذاً ، أطال شعره كما يفعل المخنثون ، الذين يتشبهون بالنساء ، ويطلبون الرجال !
وكان على المخنث الغني أن يعطي الشاب التركي أجرة لواطه به ، كما فعل عبَّادة المخنث ! « خرج عَبَّادة يوماً في السحر إلى الحمام ، فلقي غلاماً من أولاد الأتراك فأعطاه عشرة دراهم وقال : إقطع أمر عمك .. » !
وأتوا به من سجن المخانيث الى كرسي الخلافة !
أوصى الواثق بالخلافة الى ابنه محمد ، لكن كبار أركان الدولة استصغروه ، فجاؤوا بالمتوكل من سجنه ، ونصبوه خليفة .
قال
الطبري « ٧ / ٢٤١ » :
« لما توفيَ حضر الدار أحمد بن أبي دؤاد ، وإيتاخ ، ووصيف وعمر بن فرج ، وابن الزيات ، وأحمد بن خالد أبوالوزير ، فعزموا على البيعة لمحمد بن الواثق ، وهوغلام أمرد فألبسوه دراعة سوداء وقلنسوة رصافية ، فإذا هو قصير ، فقال لهم وصيف « القائد التركي »
: أما تتقون الله تولون مثل هذا الخلافة ، وهو لا يجوز معه الصلاة ! قال فتناظروا فيمن يولونها فذكروا عدةً ، فذُكر عن بعض من حضر الدار مع هؤلاء أنه قال : خرجت من الموضع الذي كنت فيه فمررت بجعفر المتوكل فإذا هو في قميص وسروال قاعد مع أبناء الأتراك ، فقال لي : ما الخبر ؟ فقلت : لم ينقطع أمرهم . ثم دعوا به ، فأخبره بغا الشرابي الخبر ،