ضحكاً أعلى من الضحك الأول ، ثم أتى الخادم فقال لعبيد الله عن المتوكل أتبعهم صلة ، فقد لزمتهم في طريقهم مؤونة واصرفهم ، فقالوا : نحن في غنى وفي المسلمين من هو أحق بهذه الصلة وإليها أحوج . وانصرفوا » .
أقول : هذا يدل على نهاية نصب المتوكل ، بحيث إذا جاءه خبر عن شيخ له جماعة يدرسون عنده ويتبعون مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، يبادر الى البطش بهم !
كان مسجد براثا مركزاً للشيعة قبل بغداد !
ذكرنا في سيرة الإمام الكاظم عليهالسلام أن مسجد براثا أسسه أمير المؤمنين عليهالسلام في عودته من حرب الخوارج سنة ٣٨ ، وأنه كان مركزاً للشيعة قبل تأسيس بغداد ، وكانت الكرخ بلدة فيها شيعة . ثم أسس المنصور بغداد بين براثا والكرخ .
قال في معجم البلدان : ١ / ٣٦٢ : « بُرَاثا : بالثاء المثلثة والقصر : محلةٌ كانت في طرف بغداد في قِبْلة الكرخ وجنوبي باب مُحَوِّل وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة » .
وفي أمالي الطوسي / ١٩٩ ، عن الإمام الباقر صلىاللهعليهوآله قال : « إن أمير المؤمنين صلىاللهعليهوآله لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس : إنها الزوراء ، فسيروا وجَنِّبوا عنها فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة ، فلما أتى موضعاً من أرضها قال : ما هذه الأرض ؟ قيل أرض بحرا ، فقال : أرض سباخ ، جنبوا ويَمِّنوا . فلما أتى يمنة السواد فإذا هو براهب في صومعة له فقال له : يا راهب ، أَنْزِلُ هاهنا ؟ فقال له الراهب : لا تنزل هذه الأرض بجيشك . قال : ولمَ ؟ قال : لأنه لا ينزلها إلا نبي أووصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله ، هكذا نجد في كتبنا .