عليه على نعشه مكفناً ، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه ، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج ، فجبذ برداء جعفر بن علي وقال : تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر ، وقد ارْبَدَّ وجهه واصفرَّ .. فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك ، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية ، فطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حبلاً بها لتغطي حال الصبي ، فسلمت إلى ابن أبي الشوارب القاضي . وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة ، وخروج صاحب الزنج بالبصرة ، فشغلوا بذلك عن الجارية ، فخرجت عن أيديهم ، والحمد لله رب العالمين » .
عندما توفي الواثق اجتمع كبار شخصيات الدولة : « أحمد بن أبي دؤاد ، وإيتاخ ، ووصيف ، وعمر بن فرج ، وابن الزيات ، وأحمد بن خالد أبوالوزير ، فعزموا على البيعة لمحمد بن الواثق ، وهو غلام أمرد ، فألبسوه دراعة سوداء وقلنسوة رصافية ، فإذا هو قصير » . « الطبري : ٧ / ٢٤١ » .
فكان إيتاخ القائد الأول ويليه وصيف ، لأن جيش الخلافة كان أكثره من الأتراك ، فكان لقادتهم دور في اختيار الخليفة ، ثم صار لهم كل الدور . وكان إيتاخ غلاماً للمعتصم ، فأوكل اليه تربية المتوكل ، فكان بمنزلة أبيه !