ما نبأتك به . قال فتح : فقلت له : جعلني الله فداك فرجت عني ، وكشفت ما لبَّسَ الملعون عليَّ ، فقد كان أوقع في خلدي أنكم أرباب .
قال : فسجد عليهالسلام فسمعته يقول في سجوده : راغماً لك يا خالقي داخراً خاضعاً .
ثم قال : يا فتح كدت أن تهلك وما ضر عيسى إن هلك من هلك . إذا شئت رحمك الله . قال : فخرجت وأنا مسرور بما كشف الله عني من اللبس .
فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متكئ وبين يديه حنطة مقلوة يعبث بها ، وقد كان أوقع الشيطان لعنه الله في خلدي أنه لاينبغي أن يأكلوا ولا يشربوا . فقال : أجلس يا فتح ، فإن لنا بالرسل أسوة ، كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق ، وكل جسم متغذٍّ إلا خالق الأجسام الواحد الأحد ، منشئ الأشياء ومجسم الأجسام وهو السميع العليم . تبارك الله عما يقول الظالمون وعلا علواً كبيراً . ثم قال : إذا شئت رحمك الله » .
في إثبات الوصية « ١ / ٢٣٦ » : « وقُدم به عليهالسلام بغداد وخَرج إسحاق بن إبراهيم وجملة القواد فتلقوه ، فحدث أبوعبد الله محمد بن أحمد الحلبي القاضي قال : حدثني الخضر بن محمد البزاز وكان شيخاً مستوراً ثقة ، يقبله القضاة والناس قال : رأيت في المنام كأني على شاطئ دجلة بمدينة السلام في رحبة الجسر والناس مجتمعون خلق كثير يزحم بعضهم بعضاً ، وهم يقولون : قد أقبل بيت الله الحرام .