وقد تعجبت من تشكيك المحقق الميرزا
النوري رحمهالله
في رواية الصدوق « مستدرك الوسائل : ١١ / ١٧١ » واعتماده رواية
الكفعمي المرسلة ! وقد كفانا الرد عليه السيد الخوئي قدسسره
« معجم رجال الحديث : ١٧ / ٣٤٧ »
.
بل لا يحتاج الأمر عندي الى بحث السند
بعد أن بلغ المتن مستوى من العلو والتميز بحيث يجزم من له خبرة بالعربية والقرآن والسنة ، بأنه صادر من معدن العلم النبوي ، وأن الرواة لو اجتمعوا على أن يضعوا مثله لما استطاعوا !
ويكفي لتصديق ما ذكرنا أن تتأمل في
فقراتٍ من هذه الزيارة الفريدة .
إنها نوعٌ من الكلام الشامخ ، تعيا عن
غوره الأذهان ، وتعجز عن أبعاده العقول ، وتكل عنه المشاعر ، وتنوء بحمله الصدور .
وكذلك هي لغة أهل البيت ومقاماتهم صلوات
الله عليهم ، فالأولى بمن صَعُبَ عليه شئ من معانيها أن لا يتعجل بنفيه ، فلعل المشكلة في فهمه لا في النص .
٢. للزيارة الجامعة بعض الشروح ، من
أوسعها شرح الشيخ أحمد الأحسائي رحمهالله
وهو مكتوب بلغة خاصة ومَشرب خاص ، قلَّ من يستوعبه ويجزم بمقصوده .
ومن أحدث الشروح كتاب آية الله السيد
الميلاني دام ظله ، وقد رأيت منه مجلداً وهو شرح جيد نافع ، جزى الله مؤلفه خيراً .
وينبغي الإلفات الى أن الزيارة الجامعة
في عمقها وجمالها من نوع تعبير الصحيفة السجادية ، وأنها مع الشروح الموجودة لها تحتاج الى شروح أخرى ، تركز على أبعادها البلاغية ، والفكرية ، والكلامية المقارنة ، والإجتماعية السياسية .