فقضى نحبه ، لا يحزنك الله ولا يسوءك في الحسن فقال : لا يسوءني ما أبقاك الله ، فأمر له بمائة ألف وكسوة.
قال : ويقال إنّ معاوية قال لابن عباس يوماً : أصبحت سيّد قومك ، قال : ما بقي أبو عبد الله فلا.
٣٣٠ ـ قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبو هلال عن قتادة قال قال معاوية : واعجباً للحسن شرب شربة من عسل يمانية بماء رومة فقضى نحبه ، ثمّ قال لابن عباس : لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن ، فقال : أمّا ما بقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسؤني ولن يحزنني قال : فأعطاه ألف ألف من بين عرض وعين فقال : أقسم هذه في أهلك » (١).
فهذه الأخبار على ما في أسانيدها من ضعف كما ذكر المحقق في الهامش ـ فهي لا تذكر مكان اللقاء ، ولا تحديد زمانه سوى أنّه كان بعد موت الحسن ( عليه السلام ) وذلك يمكن أن يكون اللقاء بعد حضور ابن عباس وصية الحسن لأخيه ، ثمّ حضوره تجهيزه ودفنه وحتى بعد كلامه مع عائشة ومروان كما مرّ موثقاً بأسانيد متعددة ، وحينئذ لا تعارض بين حضوره بالمدينة تلك المراسيم والمواقف وبين حضوره بمكة على تقدير صحة روايات البلاذري فهناك كان أوّل اللقاء بينه وبين معاوية.
إذن فمن أين أتى الإشكال في تعارض حضوره بالشام مع حضوره بالمدينة؟
والجواب : إنّما أتى من روايات مسندة ومرسلة أوردها بعض المؤرخين ذكرت انّ معاوية ابتدأ إخبار ابن عباس بموت الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وكان ذلك بالشام فلابدّ لنا من عرض تلك الروايات والوقوف عندها.
____________________
(١) الطبقات الكبرى ١ / ٣٦١ ـ ٣٦٣ تح ـ د محمّد بن صامل السُلمي ط الطائف سنة ١٤١٤ هـ.