يريد قوله تعالى : (وأنه أهلك عادا الأولى) في النجم ، قرأه بالإدغام مع النقل على ما لفظ به نافع وأبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب ؛ وذلك أنه لما نقل حركة الهمزة وأسقطها اعتد بالعارض وترك التنوين على حاله ساكنا ثم أدغمه في اللام على حد (هدى للمتقين).
وخلف همز الواو في النّقل (بـ)ـسم |
|
وابدا لغير ورش بالأصل أتم |
أي واختلف عن قالون في حالة النقل والإدغام هل يهمز الواو أو لا يهمز ؛ فبالهمز قطع له في التيسير والشاطبية وجمهور المغاربة ، وبغير همز قطع جمهور العراقيين من طريق أبي نشيط قوله : (بسم) من الابتسام : وهو دون الضحك ، يقال بسم بالفتح يبسم فهو مبتسم ، يشير إلى لطف هذا الوجه قوله : (أتم) أي أحسن وأقوى ، لأنه أقرب إلى تمام الكلمة من حيث الإتيان بأصلها : أي بلفظ أتم ؛ يعني إذا ابتدأت يجوز أن تبدأ لغير ورش من قالون وأبي جعفر وأبي عمرو ويعقوب بالأصل : أي بإسكان اللام وهمزة وصل قبلها وهمزة مضمومة بعدها على الأصل ، وهو المنصوص عليه في التيسير والشاطبية. قال مكى : وهو أحسن الوجوه ، ويجوز لهم وجهان آخران يأتيان في البيت الآتي :
وابدأ بهمز الوصل في النّقل أجل |
|
وانقل (مدا)ردا و(ثـ)ـبت البدل |
يعني إذا نقلت حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وكان قبل ذلك الساكن همزة وصل اجتلبت للابتداء بالساكن نحو « الأولى ، والأخرى ، والأرض ، والآخرة ، والإيمان » فيجوز أن تبدأ بهمز الوصل وإن كان الساكن قد زال بحركة النقل ، وهذا هو الأصل في مذهب ورش مطلقا وفي مذهب غيره ممن نقل إلى الساكن الأول هنا ، وهذا هو الوجه الثاني عمن تقدم ذكره ؛ ويجوز أن تعتدّ بالعارض فتحذف همزة الوصل حالة الابتداء وتأتي بلام محركة بحركة الهمزة في مذهب ورش وغيره ممن نقل ، وهذا هو الوجه الثالث عمن تقدم ، ويجوز همز الواو مع هذين الوجهين لقالون على ما تقدم فيصير له خمسة أوجه قوله : (وانقل) أي اختلفوا في النقل في « رداء » وهو من كلمة ، فنقل إليه نافع بكماله وأبو جعفر ، إلا أن أبا جعفر يبدله ونافع لا يبدله فيصير فيه ثلاثة قراءات قوله : (ردا) يعني « ردءا يصدقني » في سورة القصص ، وثبت البدل : أي أبدل التنوين ألفا من ردءا حالة الوصل إذ هو في الوقف إجماع عمن نقل ومن لم ينقل.